سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (12)

كان أبي يصف المرض دوما بأنه أقسى شكل من أشكال انتهاك حقوق الإنسان، فهو -والكلام مازال عن لسان أبي- يسلب الإنسان أبسط حقوقه البديهية والأصيلة مثل حقه في العمل، والتنقل، والحركة، والتفاعل الاجتماعي، والمساواة، بل وحقوقه الأساسية التي تضمن بقاءه وديمومته، والأهم من ذلك كله والأكثر إيلاماً، أن المرض في أحيان كثيرة يسلب الإنسان حريته…..

قراءة المزيد

سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (11)

طالما قلت إنني كلما سمعت جملة \”عطلة مدرسية\”.. تحسست مسدسي! ودي مش أي عطلة، إنها إجازة نهاية العام، أي ما يناهز الثلاثة أشهر ونيف، لا شغلة ولا مشغلة، والفراغ وحش، فمن لم يشغل نفسه بالحق.. شغلته نفسه بالباطل، أما عن الباطل فحدث ولا حرج.. (ماما ياللا نروح مارينا)، (ماما عايزين ناكل فشار)، (ماما هو اللي…

قراءة المزيد

حنان كمال تكتب: في حياتي القادمة

قلت لهن: \”اريد أن اطفش من هذا البيت\” ردت الفتيات الصغيرات تباعا: – وأنا كمان – وأنا كمان – وأنا كمان ضحكت صديقتي حياة وقالت: \”المصيبة كلكم تهربوا لنفس المكان\”. تراودني منذ فترة طويلة رغبة عارمة في المغادرة.. لا اريد أن اغادر البيت فحسب, لكنني اريد أن اغادر هذه الحياة. احب الألعاب الإلكترونية, لكنني دائما…

قراءة المزيد

سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (10)

تلك الإشكالية التربوية المركّبة التي أحاول دوما الإلتفاف حولها وإيجاد حلول وسط في التعاطي معها، وتجاوز تناقضاتها، إشكالية معقدة لا شك، تتلخص في حرصي \”التربوي\” الحثيث على بث رسائل دائمة لأولادي تكرس لمبدأ احترام حرية الرأي والفكر والعقيدة، والانفتاح على كل الأفكار، واحترام الاختلاف وتقبله، إلى جانب محاولاتي المستميتة لمجاهدة نفسي -بصعوبة- وإصراري على نبذ…

قراءة المزيد

حنان كمال تكتب: عن شكة الإبرة التي تخيفني أكثر من الموت

اليوم بكيت.. كانت اثنتين من الممرضات تبحثان في ذراعي عن وريد صالح لشكشكة الكانيولا, وحين اختارتا الوريد الأبرز في باطن الرسغ, كنت اعرف أنه الأكثر إيلاما، وطلبت منهما اختيار وريد آخر, واصلتا البحث وأنا ادعو الله مع كل شكشكة أن تنجح التجربة, ثم بكيت.. بكيت لأني استهلك دعواتي في الأشياء الصغيرة.. تذكرت أنني لم اعد…

قراءة المزيد

سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (9)

الفلكلور.. تلك الفنون المحلية القديمة والجميلة.. الأغاني والقصص والأساطير والحكايات التي تعود إلى أزمنة بعيدة وسحيقة.. تراكمات الإبداع الجمعي للمجتمعات، وارتباط أفرادها الوجداني العميق بها إلى حد بعيد، فمن منا لم يترب على هذا الموروث الفلكلوري الثري؟ ومن منا لم ينمو وعيه عليه؟ والأهم.. من منا لم يتأثر به بشكل أو بآخر؟ وعليه.. أجلس بغرفة…

قراءة المزيد

سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (8)

كنت قد توقفت عن كتابة سلسلة الهجص تلك لظروف وفاة أبي، كما نما إلى علم الجميع، بل ووجدتني أكتب أشياء غاية في القتامة والسوداوية والكآبة، واتضح لي جليا أن الإناء -حقا- ينضح بما فيه، وعلى قدر عدم إعجابي ببث تلك الطاقة السلبية والترويج لها، إلا أني لم أكن أريد مقاومة أحزاني أو لي ذراع مشاعري…

قراءة المزيد

سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (7)

أنا (مصدومة و صارخة): عبير!!! إيه ده؟؟؟ عبير: آآاااا.. م… مدام سارة!!!! أأأ… أأأهلا وسهلا.. نورتي! أنا: مدام سارة إيه ونورت إيه وخرا إيه؟ إيه ده يا عبير؟ عبير: إستني بس… هافهمك! أنا: تفهميني؟ تفهميني إيه؟ ما كل حاجة واضحة زي الشمس أهي، ومش محتاجة تفسير! عبير: لا والله أنتي فاهمة غلط.. خلليني أشرح لك!…

قراءة المزيد

سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (6)

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فها أنا أتلقى خبر ميعاد حفل تخرج طالب العلم الدؤوب، التلميذ النجيب، الوجيه الأمثل \”يحيى أفندي موسى\” المحترم. أنا، (وأنا أتلقى الخبر مصدومة مشدوهة(: الله! حفلة إيه تاني؟ أومال إيه اللي أنا لسه يا دوب سالتة إيدي منها دي؟ كانت إيه؟ حفلة توديع عزوبية؟! طهور؟! حنة؟! ده أنا لسه ما…

قراءة المزيد

مالك مصطفى يكتب: خاطرة سريعة عن الموت

لم أعرف من قبل, كيف يقتل الهواء من حولك, كيف تستحيل عدما, وترضى به, وعندما يتحدث أحد عن الوجود, تنظر له مندهشا, تطالع بعين لم تعد ترى غير غبار, أيمكن أن نكون مازلنا أحياء؟ لكن تعريف الحياة, لم يعد يصلح لنا. والموت بعيد, لا يرتجى. هنا.. نحن مجرد ذرات محاصرة من كل الإتجاهات, بجدران, تصطدم…

قراءة المزيد
Back To Top