منة عدلي القيعي تكتب: ابنتي

ستولدين وتكبرين وتتعلمين وتُخدعين وتدركين فتحزنين. ولهذا اليوم اكتب لك. سامحيني. كنت في العاشرة حينما خططت أول سطور لي عن \”القضية\”. حينها، كان الشهيد اسما، لا عددا. كانت الإجابة حرية، لا خبزا. وكان الرثاء غضبا، لا عجزا. بالفصول كنا نتغنى بالأوطان، ونعرب أشعارًا عن تراب الأرض. كنا نحفظ التاريخ، ونرسم الخرائط. ونكتب رسائل لصديقنا الفرنسي،…

قراءة المزيد

منة عدلي القيعي تكتب: اتساءل.. ولا أسأل

كنت أصدق والدي حين يقول لي إن كل شيء سيصبح على ما يرام. بل أحيانا، كنت أصدقه دون أن أسأل، دون أن يجيب، وكأنني، دون الخوض في تفاصيل بين الكيف والمتى، أصدق وجوده، وكفى. كانت عند أمي الإجابات كلها. هي تعلم أسرار الكون، بل وتديره أحيانا. هي تعرف كيف يداوى البرد، ويلتحم الفخار، ويطيب الجرح،…

قراءة المزيد

منة عدلي القيعي تكتب: علمتني الثورة

تغيرت كثيرا، للأحسن؟ لا ادري.. ربما للأوقع. في الخمس سنوات الأخيرة، تحولت لحالة دائمة، فاصبحت دائمة التفكير.. دائمة الملاحظة.. دائمة الخوف.. دائمة التقدير.. دائمة البحث.. دائمة الشعور.. دائمة الهروب.. دائمة المواجهة.. دائمة التعايش. تعلمت كثيرا… ومازلت، دائما.. اتعلم. فقد علمتني الثورة أن الخيال لم يتسق تماما مع واقع قط، فإما أن يتفوق عليه فيبهرنا، وإما…

قراءة المزيد

منة عدلي القيعي تكتب: آه.. لو أنا صفية

  أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ آه.. لو أنا صفية: لكنت أسدلت ستائر البيت كلها فجأة حتى يحل الظلام الداكن عبر سؤالي.. لكنت وجدت ذلك الخيط الرفيع من الضوء المتسلل خلف إحدى ستائري، ووقفت فيه بصورة درامية كتلك التي تسبق مونولوج المسارح التراجيدية.. كنت نظرت لأعلى وفردت ذراعي وتركت اللمعة تنعكس في عيني، تماما…

قراءة المزيد

منة عدلي القيعي تكتب: كلنا عجل.. وكلنا بنقع

سنة ١٩٠٠ حاجة وتسعين، وأنا في ابتدائي جالنا المدرسة المايسترو سليم سحاب ليختبر عدة طلبة عشان ينضموا للكورال بتاعه. كنا متقسمين حسب الفصول، وعلى المهتم من كل فصل بالانضمام للكورال أن يقف في الطابور التابع لفصله، وكان سليم سحاب بيلف على الطوابير يسمع كل طالب لعدة ثواني، واللي صوته \”نسبيا\” حلو، يعدي. كنت هموت ويكتشفني،…

قراءة المزيد
Back To Top