(٢٠٠) كلمة مع ماجدة خير الله:
مسلسلات هذا العام وصل عددها إلى حوالى ثلاثين عملا، يتراوح مستواها بين الجيد جدا والمتوسط والردىء، ولكن عندما تبحث فى خريطة البرامج عن نصيب الأطفال فى هذا الكم الضخم من الأعمال التى صرف عليها مئات الآلاف من الجنيهات، فلن تجد إلا القليل النادر.
فين أيام ما كنا نتابع حلقات عمو فؤاد وبوجى وطمطم، ثم بكار.. كانت قنوات التليفزيون المصرى تهتم جدا، بتقديم أعمال فنية للأطفال، وكان يحبها الكبار رغم بساطة تنفيذها وأفكارها، ولكنها كانت صادقة وتلتف حولها العائلة.
والآن بعد أن تطورت فنون الجرافيك فى العالم، وأصبح مجال الرسوم المتحركة يقدم كل ما هو جديد ومبهر، نجد أن حظ أطفالنا قليل بالنسبة للأعمال الموجهة إليهم.
وفى وقت ما، كانت شركات الانتاج تدفع نصف أجر لكتاب سيناريو مسلسلات الأطفال، وهذا ما جعل كثيرا منهم يمتنع عن الكتابة، ولا اعرف إن كان هذا المبدأ لا يزال ساريًا أم لا؟
وعلى أى حال، فإن السيناريست الذى يكتب للأطفال لابد وأن يكون عاشقا للحكاية، فإمتاع الصغار أكثر صعوبة وتعقيدا من إمتاع الكبار، وحلقات \”عائلة رمضان كريم\” التى قام بتأليفها وإخراجها محمد الدندراوى، وكتب لها السيناريو وليد خيرى من أمتع الأعمال التى اتابعها فى رمضان، ويؤدى البطولة الصوتية أشرف عبد الباقى وحسن حسنى ومها أحمد، وتدور حول عائلة مصرية متوسطة.. الأب رمضان يعمل صحفيا، ولديه أربعة أبناء.. صيام هو الأكبر، وله محاولات فى عمل اختراعات بسيطة، وهو ابن لهذا العصر بكل مفرداته، أما الابن الأصغر، فهو قمر الدين، وهو مصدر للشقاوة والبهجة، أما التؤم كنافة وقطايف، فهما فى حالة صراع دائم، ولكنه صراع لإثبات الوجود والتميز.. يعيش الجد مع العائلة ويساعدها من خلال معاشه، ويقدم النصائج بطريقة لطيفة ومقبولة، وينزعج لانصراف الأبناء إلى أجهزتهم التكنولجية، وهو ما يقلل من فرص الحوار، والعلاقات بين أفراد العائلة.
حلقات المسلسل منفصلة متصلة، ولا يزيد زمنها عن عشر دقائق، وتقدم مواقف طريفة يمكن أن تحدث فى أى عائلة مشابهة، وهذا أحد أسباب جمالها، فلا توجد شخصيات سوبر ولا استثنائية.
أما المستوى الحرفى لتكوين الشخصيات الكرتونية، فهو يؤكد أن مصر زاخرة بالمواهب فى كافة المجالات.