(٢٠٠) كلمة مع ماجدة خيرالله: "سقوط حر".. وآفة الثلاثين حلقة

لعن الله فكرة الثلاثين حلقة، التى أفسدت الكثير من المسلسلات التليفزيونية، ولا أعرف بالضبط متى بدأت والتزم بها الجميع، وكأنه اتفاق على قتل الإبداع والأفكار الجميلة، التى لم يكن ليعيبها أن تقدم فى عشرة أو ١٥ حلقة.

أروع المسلسلات الأجنبية وأكثرها نجاحا، تقدم عشرة حلقات فى الموسم، وأحيانا أقل، دون أن ينزعج أحد، ودون أن يضطر كاتب السيناريو إلى افتعال أحداث أو اللف والدوران حول الفكرة، قبل أن ينطلق إلى ذروة الصراع!

مسلسل \”سقوط حر\”، واحد من المسلسلات التى تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وصناعها محل ثقة واهتمام من الجماهير، ولكن للأسف فكرة الالتزام بتقديم ثلاثين حلقة، جعلت الأحداث تتوقف تقريبا بعد الحلقات الثلاث الأولى، ليبدأ السيناريو فى استعراض نماذج متنوعة لنزلاء مستشفى الأمراض العقلية، ولتتحرك الأحداث أفقيا -وليس رأسيا- لتقديم المزيد من الحالات، مع أن شغف المتابع أن يصل إلى نقطة اليقين، وهل نيللى كريم قتلت أختها وزوجها وهى فى حالة إدراك، أم أنها لم تقتل، وغيرها اقنعها بأن هذا ما حدث، مستغلا حالة الارتباك النفسى التى تعيشها؟

أمضينا حلقات طويلة فى متابعة حالة الأم صفاء الطوخى، وشقيقة الزوج الراحل \”إنجي المقدم\”، والخناقه حول من يربى ابن نيللى كريم ويرعاه أثناء فترة علاجها، ثم دخلنا فى حكاية فرعية جدا لا تهم أحدا، وهى حالة \”فريال يوسف\” زميله أو صديقة أحمد وفيق، وخلافها مع زميلها فى العمل!

بصراحة.. سحقًا لكل هذه التفاصيل التى تعرقل تدفق الدراما ونموها الرأسى، وبالكاد بدأت الحكاية تتطور قليلا مع دخول محمد فراج إلو الحدث، بعد الحلقة الثانية عشرة، وتصورنا أن الحكاية سوف تأخد منحى مختلف، ولكن بدأ السيناريو فى استعراض نماذج أخرى من نزلاء المستشفى الخاص، الذى انتقلت إليه نيللى كريم!

تخيل بقى لو كان المسلسل خمسة عشرة حلقة فقط، واستبعدنا كل هذا الوقت الميت الذى لا يضيف جديدا؟

أعتقد أن وقتها كان يمكن لسقوط حر أن يحتل مكانة أكثر تميزا مما هو عليها الآن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top