تترات المسلسلات عمل فنى مستقل بذاته، يقوم بتصميمه شخص المفترض أن لديه رؤية وقدرة على الإبداع، ولكنها أيضا ليست مستقلة تماما، حيث لابد لها أن تناسب طبيعة الموضوع المطروح، من خلال المسلسل، وتُهيء المتفرج للمشاهدة وتوقظ لديه قدرا من الاهتمام والتشويق.
وزمان كانت التترات عملاً تقليدياً جداً، لا يزيد عن اختيار مجموعة من اللقطات التى تم تصويرها، بحيث يظهر فيها الأبطال حسب ترتيبهم وأهميتهم التسويقية، وكان من المحتم استخدام أغنية للتتر تعبر بشكل ما عن أحداثه، وتحمل بعض الصعبانيات، وقد تكون الأغنية فى حد ذاتها من عوامل الجذب، مثل أغنية مسلسل \”ليالى الحلمية\” التى كان يؤديها محمد الحلو من ألحان ميشيل المصرى، أو أغنيه تتر \”بوابة الحلوانى\” التى كان يؤديها على الحجار، ولكن حدثت طفرة فى تقديم التترات، بدأها جمال عبد الحميد لمسلسل \”رأفت الهجان\”، ولم يستعن إلا بالقليل جدا من المقاطع المصورة من المسلسل، ولعبت موسيقى عمار الشريعى دورا بارزا فى نجاح التترات.
وبعدها تحول جمال عبد الحميد إلى مخرج تليفزيونى بعد أن كان مصمم تترات، وبعدها قدم عمر خيرت موسيقى تترات \”ضمير أبلة حكمت\” ثم \”وجه القمر\”، وكل منهما اكتفى بالموسيقى بدون غناء، على اعتبار أن الغناء يسحب من قيمة التترات، بدليل أنك لا تجد مسلسلا أجنبيا له أغنية تتر أبدا.
هذا العام يتميز مسلسل \”أفراح القبة\” بشياكة وروعة التترات، هذا طبعا غير المسلسل كاملا كعمل فنى، وقد ظهرت التترات بدون وجوه ممثلين، ولكن تتجول الكاميرا فى كواليس المسرح، وغرفة الملابس والماكياج، والآلة الكاتبة التى هى سلاح \”عباس\” المؤلف الشاب، وأحد أهم عناصر الصراع فى المسلسل.
طبعا موسيقى هشام نزيه تلعب دورا مميزا جدا، وتضيف سحرا للتترات وللمسلسل.
ويأتى فى موقع قريب تتر \”ونوس\”، الذى قام بوضع موسيقاه أمين بو حافة، ويحتل وجه \”ونوس\” جزءا كبيرا من الكادر، بنظرته التى تحمل معان شتى، أما الخلفية فهى للملاهى المهجورة!
وفى المرتبة الثالثة يأتى تتر مسلسل \”سقوط حر\”، وهو أيضا بلا غناء، وقد وضع ألحانه رعد خلف، وتم تصميمه بحيث يبدو وكأن شخصياته تصارع الأمواج، وتلفهم حالة من الغموض تناسب طبيعة العمل وموضوعه.