استيراد الأفكار وانتقالها بشكل مكثف من الغرب إلى الشرق في الفترة الأخيرة، وولعنا بكل ما هو غربي، والجميع على استعداد لتغيير وجهة النظر الصادرة من بعض الأعراف والتقاليد الموروثة، أو الأفكار محلية الصنع، لأن \”في أوربا والدول المتحضرة بيعملوا كده….\” مش أكثر.
نتكلم بقى على الـsupport group (مجموعات الدعم) بالمصري، ولأن مصر في إستيرادها للأفكار، دايما بتضيف عليها النكهة المصرية (التاتش المصري)، فبالتأكيد النتائج بتفوق مرحلة الإندهاش، وتطبيق الفكرة من وجهة نظري حاليا تعد منتج مصري خالص بنسبة 90 %.
من فترة بدأت في متابعة بعض مجموعات الدعم في مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلبية لشغفي بها كما تقدمها السينما الأمريكية Fight Club , the backup plan… ..
و بدأت بالفعل في حضور البعض منها بأختلاف أفكارها ومبادئها والسبب الرئيسي لتكوينها كمستمع فقط، ولأنها تمصرت بالفعل.. بمرور الوقت بدأت تبعد عن ذهني الصورة السينمائية تماما.
ومن أكثر النماذج المتكررة في مجموعات الدعم والحكي بشكل عام، نموذج تنحصر تجربته في الآتي:
اسمي: فلان
أهلا بيك
انا تجربتي بتبتدي من بعد ما ارتبط بانسان / ة جدا وكان / ت كل حاجة… أنفصلنا عن بعض.. باع / ت…… محدش وقف جنبي (مفيش صاحب بيتصاحب)، ومن وقتها بدأت احس بالوحدة وبدأت أتغير.
شكرا..
تصفيق كتير..
محصلة تجربة عاطفية فشلت، أكيد لازم تأثر على البني آدم (إحنا إيه غير شوية أحاسيس وحاجات فوق بعضها؟!!)
لكن تكون نقطة التحول في الحياة مشكلة عاطفية، أو أنه وقف من بعدها ومش قادر يكمل.. مع إن كل المعطيات بتأكد إنكوا مش هتكملوا أساسا.. أنت عارف كويس إن بسنت هيجيلها عريس جاهز، وهتوافق.. وأنت هتسافر الخليج تكون نفسك.. وإنتي عارفة إنه مايقدرش يتحمل المسؤلية، ومش هيعمل أي حاجة.. الشيروفوبيا!
طيب إنتي عايزة توصلي لإيه يعني؟!!
أنا عايزة أوصل لنقطتتين الحقيقة:
أولا: من الواضح إننا عندنا مشاكل عاطفية كثيرة ناتجة عن عوامل مختلفة.. ظروف مادية ومشاكل العنوسة والزواج المبكر والفصل بين الجنسين وإعادة اكتشافهم لبعض من جديد في الجامعة (زي طرزان أول ما شاف جين كده).. وفي الحقيقة حل الأزمة أكبر مني، لأنها عوامل مختلفة، زي ما أنتوا شايفين، وضيف عليها عادات وتقاليد.. الموضوع صعب.
ثانيا: وده الأهم.. في نفس الوقت في شاب عايش في بلد آخر صاحب وحب وباع واتباع، وبقى صاحب ثراء عاطفي وأكثر من علاقة، وأنت بتلف في دائرة بسنت.. وهذا الشاب مع كمية هذا الثراء العاطفي، حياته عمرها ما كانت ملك شخص واحد، كان بيجرب وبيشتغل وبيعتمد على نفسه، وبينجح وبيفشل.. وبيطلع وبينزل.
وطبعا في نفس الوقت، حضرتك في واحدة قدرت تبني نفسها وتدرس الدراسة اللي بتحلم بيها وبتصرف على نفسها وحرة قرارها، وإنتي لسه بتقابلي أحمد، وهو مش قادر ياخد قرار في علاقتكوا، ومستنياه يحاسب على البطاطس!
الخلاصة:
إحنا أحرار نوقف حياتنا على شخص أو علاقة.. لكن الحياة مش هتستنى حد.. ومحدش هيقف جنبك.. أنت مش عايز كيس دم علشان تعيش.