منة عدلي القيعي تكتب: وردة وقلب وقوس قزح

كلما يسألني البعض عن ما إذا قد احببت شخصا من قبل، تتوحد إجابتي: ماعرفش.

لا اعرف إذا كان ذلك الشعور الذي شعرته تجاه شخص أو آخر على مدار حياتي كلها كافيا بأن اسميه \”حبا\”.. لا اعرف ما هو ذلك الحب الذي يقصده السائل! ولا اعرف كيف اعبر عنه لأشخاص بالصورة الرومانسية التي تقتصها الأفلام، ربما شعرت به من قبل، ولكن لم اتعرف عليه، ولم اعرف ما اقول عنه أو خلاله، وربما ابدا لم أجربه حتى الآن.. الأسطورة تقول: لما تحب.. هاتعرف.

ولحد ما نعرف.. دعوني احتفل معكم اليوم (الموافق فالانتاين من تاريخه) بالأشياء التي اعرف يقينا أني احبها، فكل الحب يستحق الاحتفال.

(الحاجات دي غير مرتبة حسب حبي ليها، ولكن حسب ما خطر على بالي):

الكتابة: كم احب تلك الهواية التي تمكنني من أن اعيش ما فاتني، وأن اعبر عن ما اعجز عن قوله، وأن اتحدث مع الأشياء قبل الأشخاص.

الأهلي: فريق كبير، فريق عظيم.. ذلك العلم الأحمر مصدر البهجة والفخر والتاريخ والكوادر.. كم احبه، وكم احب من يحبه.. اعشق تلك اللحظة التي يتغنى بها الأولتراس في الاستاد: من تالتة شمال، بنهز جبال.. يارب الجمهور يرجع بقى.

الشمس: بكل ما تمثله من بهجة ودفء وصيف وطاقة وسفر وحاجات حلوة.

الأسرة: أمي وأبويا وأخويا.. حب لم اختره، كما لم اخترهم، لكنني لكنت اخترته ولكنت اخترتهم.

الموسيقى: أرقى وأمتع وأجمل الفنون.. الموسيقى أم الفنون.

الأكل: العنب والمحشي والبيتزا والشوكولاتة والحمام والفتة والفراولة والبطيخ والكشري والسلطة والفطير المشلتت والعسل بالطحينة والبطاطس المحمرة.

الأصدقاء: اخترنا أن نحبهم، واختارونا، وكفى.

الكوميديا الساخرة: تلك القوة الناعمة التي يهابها الفاسد، لأن هي وحدها قادرة على هدم أسطورته وسط آلاف الضحكات.

السفر: الهروب والاكتشاف والمغامرة والتسوق والسهر والاستمتاع والاستجمام والاختلاط والفضول، والحياة بعيون جديدة.

الصلاة: الدعاء والتقرب والتحدث مع الله، فتتذلل دون أن تذل، وتخشع دون أن تنكسر، وتطلب دون أن تخجل.

جوجل: والإنترنت عموما.

السينما – والأفلام: لا ادري ما الأجمل فيهما؟ صناعتها أم مشاهدتها؟ لكنها ساحرة في كل الأحوال.

الرقص: يفرحني كثيرا.

الأطفال والكلاب: لا ادري لمّ، ولكنني دائما اشعر أنني احبهم لنفس السبب، ولهذا طالما ربطتهما ببعضهما البعض.. العفوية والسلاسة في إنشاء علاقات غير مشروطة.. كل ما يريدونه هو أن تحبهم، فإن احببتهم، احبوك.

الطبلة: اعرف أنني ذكرت الموسيقى، ولكنني احببت أن اختص تلك الآلة المبهجة العظيمة على حدة.

أخيرا.. مصر: تلك الجميلة والوحش معا.. تلك البلد التي تستحق أفضل منا، ونستحق أفضل منها، ولكننا لا نعرف الأحسن، ولا هي تعرفه!

وها قد احتفلت أنا معكم بعيد الحب، أعاده الله علينا بالمن والسلوان، وأدام الله خيره، وكفانا الشر.

وأخيرا.. اقول لتلك القلوب الوحيدة التي تقرأ رسالتي دون ورود، ولا إبراهيم: وإيه يعني لوحدكوا في الفالانتاين؟ المهم نبقى كدااااه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top