لم يتردد من هم على رأسهم بطحة، في محاولة النيل من شادي أبو زيد ومن سمعته، فيخرج مذيع يتهمه أنه جاسوس، وجريدة صفراء تُفبرك خبرا من نفس الاتهام الهلامي، فهم يعلمون جيدا أنهم كاذبون، لكنهم أيضا محميون ويعملون بالأمر المباشر من جهات مُعينة، أغضبها ما فعله الشابان، فأطلاقوا عليهم كلابهم السعرانة، تنهش في أعراضهما وتتهمهما بما ليس فيهما وتزايد أخلاقياً عليهما.
ومن المدهش أن \”جميع\” من تنحرر وهزه ڤيديو شادي وأحمد مالك، لهم ولأولادهم فضائح تقشعر لها الأبدان، فالمتورطة في قضية دعارة، والمتورط ابنه في فعل فاضح وتعاطي مخدرات وقضايا تحرش إلخ، ومع ذلك لم نسلم منهم ومن ألسنهم السليطة الجوفاء، فهم تنطبق عليهم جُملة \”اللي أختشوا ماتوا\” حرفياً.
ولعلها حقد على الشابين الصغيرين شادي ومالك، اللذين لم يتورطا كأولادهم في قضايا مُخلة بالشرف، أو لعلها غيرة لأنهما صغيران سنا، ويتحليان بشجاعة وثبات لا يتحلى بهما هؤلاء المسنون من فنانين وفنانات ومُذيعين ومُذيعات ونجوم مجتمع، لا نعلم لماذا هم نجوم من الأساس، أو لعلها نفسنه من شادي ومالك الموهبين.
نعم.. اتفهم أنهم كانوا يريدون أن يمر يوم ٢٥ يناير بهدوء، بعد أن عاد عيدا للشرطة.. نعم اتفهم أنهم بذلوا الغالي والثمين من أجل طمس ذكرى الخامس والعشرون من يناير، فلم يكونوا يحسبون أن \”شابين فقط\” يستطيعان تحويل يومهم إلى كابوس لن ينسوه، وربما لسنوات قادمة.
فاليلة التي عرفت لاحقا بموقعة \”الكاندوم\”، كان أثرها سيئا عليهم، فاتجهوا إلى التلويش والتضييق والضغط والتهديد بتدمير مستقبل شابين في مُقتبل العمر، بتوصيات من يعرفون –إعلامياً- بالخبراء الإستراتيجيين الذين يطلقون علينا يوميا وجهات نظرهم عديمة الفائدة من أجل ملأ ساعات هواء وإلهاء الناس عن القضايا الرئيسة.
في يوم وليلة انتهت مشاكل مصر من بطالة و٢٠ مليون عاطل وفساد -هو الأول على العالم- وبيروقراطية وشباب يموت يوميا على السواحل في محاولة للهجرة، وملايين المرضى بفيروس C والمياه الملوثة، والسمك النافق وسد النهضه والتماسيح والتعليم الذي يحتل المرتبة الـ ١٤٩ على العالم، والخدمات الطبية المتهالكة، والفساد الذي عدى الركب وغطانا من زمان، فلم يلفت نظرهم كل هذا، وخرجوا يزايدون على شادي ومالك!
طبعا مُجرد الرد على الاتهامات التي توجه لشادي ومالك مثل أن شادي مُمول أو إخواني أو جاسوس، هيبقى الواحد بيهزأ نفسه، وبينزل لمستوى من التخلف يربأ بنفسه به.
شادي شاب شجاع، أفخر بصداقته، ولو كان هناك أي شيء يعيبه لكانوا سجنوه مُنذ فترة، لكنهم مُدلسون يمتهنون التشنيع والخوض في الأعراض واتهام البشر بالباطل وممارسة الإرهاب الفكري عليهم.
شادي فكرة، وَهُم معميون لا يعلمون أنهم بغبائهم يزيدون تعاطف الناس معه وحبهم له، فهو بطل أعزل لا يحمل سوى الفكرة، والسخرية التي لطالما كرهوها، وهم معهم السلاح والمدرعات والمال وترزية القوانين والمطبلاتية، ومع ذلك يخشونه!
في برامجهم يدعون أنهم يتحدثون بإسم ٩٠ مليون مصري، وأن الملايين غاضبون من شادي ومالك، وأنا أدعي أنهم كاذبون، فهم تجار الوهم والكذب والتضليل، وهذا الشعب لازالت أغلبيته شابة بنسبه ٦٠٪، وتزيد كما قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي -على ما أتذكر مُنذ بضعة أسابيع.
شادي معه ملايين الشباب، وهناك أيضا من كبار السن، ليسوا فقط يتعاطفون معه، بل يؤيدونه ويحبونه وسيحمونه، ولو حاولوا سجنه -وهذا لن يحدث بإذن الله- فهناك ملايين سيحلون محله،.
شادي ومالك بقصد أو بدون، حركوا المياه الراكدة مرة أخرى، وخلقوا حالة ثورة جديدة.. أي نعم لم تنزل للشارع الآن، لكن لا نعلم ما ستحمله الأيام القادمة.