مايكل عادل يكتب: ميدان العام الخامس

ماذا سأفعل في 25 يناير؟ سيكون بالتأكيد يوماً مختلفا تماما عن بقيّة الأيّام، سأستيقظ متذكّرا هذا اليوم منذ خمس سنوات، كيف كنت بريئا حالما، وكيف كُنت أظن أن النجوم ليست أبعد من مرمى حَجَر.. لن أحتاج إلى أن أعصر ذهني كي أتذكّر كيف كنت أشعر يومها، وكيف كانت رؤيتي للمشهد.

في الخامس والعشرين من يناير الجاري لن أكتفي بالتذكّر، بل سأتمعّن في التذكّر والمزيد منه لأنتقل لأتأمّل كيف كنت أشعر في هذا اليوم من كل عام بعد 2011، سأتذكّر كيف كانت الرؤية تتسع عاما بعد عام، وكيف أصبحت الصورة الآن في العام الخامس!

تقوم ممالك وتندثر أخرى في كل عام، ويتغير الحال إلى حال ألف مرة، إلى أن نصل إلى العام التالي، وفي عامنا الحالي لم يتغيّر الأمر كثيرا.

سأفكّر أيضا في أنه ربما يكون سبب عدم وجود جديد هذا العام هو أن العام الماضي 2015 كان عاما بلا صوت ولا حركة حتى على المستوى الشخصي، فلم يتغيّر خلاله شيء بداخلي أو خارجي، وحتى شكلي وهيئتي لم تتغير، فكيف لبلد بأكمله أن يتغيّر خلال هذا العام الراكد ثقيل الظل؟

سأتناول الإفطار وأنظر إلى أمّي مبتسما، بينما أحضر ملابسي كي أغادر خلال نصف ساعة حين أصبح جاهزا للنزول. وهنا سأغادر منزلي بعد أن أنظر إلى جدرانه وأتأملها جيدا مفكّرا في ما قد ألقاه خلال رحلتي المنشودة وما سيحدث حين أصل، سأفكّر فيما دار في ذهني حينما هممت بمغادرة المنزل منذ خمسة سنوات، وحينها ظننت أنني قد لا أعود إلى هذا البيت مجددا، لكنني عُدت ومازلت هنا طوال تلك السنوات.

سألحق بالمواصلات لأصل إلى حيث يجتمع أصدقائي لتناول الغداء وجذب أطراف الحديث في أي شيء إلا ما جال في خاطر كل منّا منذ استيقاظه وحتى وصوله إلى ذات المكان، وهو في الغالب نفس الخاطر والفكر والشعور الذي سنحرص جميعا على إخفائه عن بعضنا البعض، وربما انفجرنا في بكاء أو أخذتنا نوبة ضحك هيستيري ونحن نتابع الأخبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top