مينا جورج يكتب: إجازة مؤجلة

الأمر بدأ صباح يوم الثلاثاء الماضي، كنت أُمني النفس بحضور لم الشمل الأٌسري فى هذا اليوم، الأمور ماتزال تسير كما يرام  حتى الآن، الوضع مستقر وهادئ ولا شئ يدعو للقلق أو الارتياب.

توجهت إلى مكتب مديري في العمل أخبره بأن غدا هو عيد لدى المسيحيين، وأن الدوله تتفضل مشكورة بمنحنا هذا اليوم إجازة رسمية، سألني: \”عيد إيه ده؟\”، لكنه سرعان ما تدارك الموقف، وتذكر أنه عيد الغطاس، فتمنى لي أن يكون عيدا سعيدا لي ولأسرتي، مازحا معي بشأن القصب والقلقاس.

استرسل وسرد لي بعض ذكرياته مع أصدقائه الأقباط في المدرسة والجامعة لاعنا الظروف التي باعدت بينهم، ثم هنأني بالعيد، وانصرفت من المكتب.

قبل موعد الانصراف أجد أن الأمور في العمل تزداد تعقيدا، يبدو أنه لابد من الذهاب للعمل غدا.. أكل العيش مر يا اخوانا، ومحدش لاقي شغل، وإن كان على القصب والذي منه، أهو قاعد مش هايطير، بالفعل ذهبت يوم الأربعاء إلى مكان عملي صباحا وسط دهشة وذهول الزملاء: يا ابنى إنت مش عندكوا عيد النهاردة؟ تلك الجملة التي استمعت إليها عشرات المرات، وكان ردي عليها: \”ما أنا هاخد بكره بداله\”، لم أكن واثقا من ردي، بل لم أكن مقتنعا به من الأساس، وكان يخالجنى شعور أنه لا يوجد خميس ولا جمعة ولا غيره.

تكررت نفس الظروف في العمل يوم الأربعاء، فذهبت إلى العمل يوم الخميس وانتهزت الفرصة حتى استبدل يوم الأربعاء بيوم الأحد، فأحصل على إجازة من الجمعة إلى الاثنين الموافق 25 يناير، ولا أبارح السرير.. احصل على قسط كاف من النوم، الأكل، الشرب، والقهوة، واقتصار الخروج من المنزل في نطاق الــ 500 متر الآمنين حوله، لتلبية احتياجات أو الجلوس على القهوة.

يبدو أن الأمر كان مُرتبا بشكل ما، حتى احصل على تلك الإجازة المؤجلة.. إجازة نقضيها في البيت الدافئ، وأهو يبقى استفدنا من 25 يناير بأي حاجة، بدل ما هو جي علينا بخسارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top