داليا الحمامصي تكتب: عن الهروب من يناير

ماذا سأفعل في هذا الـ 25 يناير؟

أنتظره بفارغ الصبر.. احلم به منذ بداية العام، بل ربما منذ نهاية العام الماضي.. أعلم جيدا ما يمثله لي هذا اليوم الذي طالما انتظرته، وما يمثله لأبنائي أيضا.. 25 يناير.. أخيرا يا رب إجازة.

بسبب دراستي بجانب العمل، لا أحصل حتى على إجازات نهاية الأسبوع منذ فترة طويلة، وها هو اليوم الموعود قد أتى.

ماذا سأفعل في هذا الـ 25 يناير؟

هل اصطحبهم إلى السينما، المول، النادي، ولا نتغذا برة؟ لا لا سنقضي اليوم بالمنزل، فالخروج في هذا اليوم غير مأمون العواقب.. أيوة إحنا نقعد في البيت، ونطلب أكل من برة، ونعمل فيشار، ونتفرج على كارتون ونسمع مزيكا كتير، وأنا حاقرا وأكتب وأعمل كل الحاجات اللي مش لاحقة أعلمها.

\”طب مصدقة نفسك؟ هي دي آخرتها؟\”

نعم.. ربما أقوم ببعض مما سبق.. ربما لا، لكن الأكيد هو أنني سأهرب، سأهرب من التفكير في كل ما يمثله لي هذا اليوم منذ خمس سنوات. سأهرب من حلم ساذج بأن يأتي التغيير هكذا، ومن الأمل الزائف بأن تنقلب الحياة التي نعرفها رأسا على عقب، سأهرب من صورة رسمتها في رأسي للأيام القادمة، وظلت هناك.. في رأسي فقط.

لا أرى هروبي هذا كفعل سلبي، بل ربما على العكس تماماً.. أيضاً، لا أراه كهروب أبدي، لا عودة منه.. فقط أراه سبيلي الوحيد كي لا أغرق في بئر من الاحباطات، وقبل أن استغرق في البكاء على الحلم الذي لم أنله، فيقتلني الحلم.

لنعتبره هروبا مؤقتا، ومحاولة لتحقيق أحلام أخرى، ربما لا يمثل أيا منها الأهمية أو الأمل أو النبل الكامن في حلم يناير، لكنها لا زالت أحلامي.

أنا لن أعلن موت الحلم، ولن أبكيه، فلازال هناك يحيا حيثما توجهت.

سأختبئ..

سأختبئ خلف ستار تفاصيلي اليومية.

سأختبئ خلف أحلام بسيطة وعادية.

سأختبئ خلف محبة أبنائي وأحلام صغيرة تخصهم.

وحتى يحين الحلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top