أسامة الشاذلي يكتب: الحقيقة أنني لم أكن أنتوي

حاتعمل إيه يوم 25 يناير؟ \”الحقيقة أنني لم أكن أنتوي\”.. لا بلاش دي، بتفكرنا بحرامي الغسيل مبارك.. لم يكن في نيتي أن أفعل شيئا، ربما كنت أكتب مقالا مستغلا إجازتي عن حوار شباب الإعلاميين الأخير، الشاب الطاهر الذي يدعي أنه لم يستفد من الاقتراب من مؤسسة الرئاسة رغم عمله كمستشار في راديو المخابرات ٩٠ ٩٠ ثم تقديمه لبرنامج في المحطة ذاتها، أو عن خفة دم رامي رضوان المبالغ فيها أثناء الحوار.

لكن لماذا أضيع يوم الإجازة في كل هذا البيض، لأكتب مقالا جديدا عن أحمد شعبان من يبيض كل هذا وحده، لكن الإجازة تستحق الأفضل، وبما أن يوم ٢٥ يناير يحمل ذكرى خاصة بداخلي، ولأنه اليوم الذي تظاهرت فيه للمرة الأولى في حياتي منذ ٥ سنوات مضت.

سأتظاهر اليوم أيضا، ولكن في مكان آخر أكثر قدسية من أي ميدان، في فراشي.. سأتظاهر بالنوم متناسيا أن الثورة هزمت وأن المؤمنين بها مازالوا أسرى هاشتاج سخيف بائس يقرون فيه باشتراكهم فيها، وكأنهم لا يعرفون أن صناع الثورات دونا عن غيرهم لا يعرفون “النوستالجيا”، لأنهم صناع المستقبل أنبياء الحاضر، وما لنبي أن يتمسك بما مضى لأنه يصنع ما يأتي.

في الحقيقة لن أغادر فراشي في ٢٥ يناير، ولن أشارك في تقديس الهاشتاج الوهمي، لأن الثورة ليست ذكرى، بل مستقبل مازال حاضرا يصنع مقرراته وبقوة رغم أنف الحاقدين والبائعين والخائفين وشباب الإعلاميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top