الحقيقة أنا ترددت كتير قبل ما أكتب الكلام ده حتى لا يفهم كلامي إنه موقف شخصي؛ ولذلك
أقسم إنه ليس كذلك، وليست هناك أية مواقف شخصية بيني وبين المهندس خالد يوسف.
أولا: لما تيجي تبص كده على أفلام خالد يوسف مش حاتطلع الإ بمعلومة واحدة، إن مستحيل
الأفلام ديه تطلع من مخرج بجد فاهم سينما ويعرف يعني إيه فن، دي أفلام تطلع من مهندس
فعلا، لا يتملك حتى الحد الأدنى من المعرفة السينمائية لصنع فيلم، كادراته واحدة وجزء
منها منحوت وظهر ده بقوة في فيلم \”الريس عمر حرب\”، كمان مفيش إدارة ممثل..
ممثلين خالد باهتين وأكبر دليل لما اشتغلوا أفلام بره أجواء خالد يوسف، عملوا شغل
كويس، تيجي لمواضيع أفلامه واللي بيشارك في كتابة أغلبها ليتضح ليك الكائن المديوكر
المعشش جواه مؤسس مدرسة \”كلكم طمعانين فيا ستات ورجالة\”، أفلام باهتة ومزيفة
وتشبه خالد.. أفلام غير مكتملة النضح، ودي بقى السيما الأونطة اللي بيقولوا عليها؛ ومع ذلك
تلاقي خالد محشور في كل لجان السينما والمهرجانات، طب إيه الأمارة وليه؟
وده أول خلاف بينا وبين خالد، إنه مالهوش علاقة بالسينما ومحسوب على الصناعة بشكل
أو بآخر، والأدهي إنه بيتكلم دائما وأبدا باسم السينمائين، ده غير المتاجرة باسم يوسف شاهين
اللي لو كان لسه عايش لكان أول الرافضين لأفلام وأفعال خالد.
ثانيا: طبعاً السبب الأول مش مبرر لكراهيتي لخالد يوسف أنا وكثيرين، لأن ياما عدت في
حياتنا نماذج متواضعة فنيا وعادة مابنلتفتش ليهم، بس خالد حب يوجه الأنظار له، فارتدى
رداء المناضل.
ماعنديش أزمة إن خالد بيحب السياسة من زمان، لكن تحليلي لأفعاله إنه هو بيحب أي وسط
ترتكز عليه الأضواء، فالسياسة مؤخرا أصحبت ملاذا لمجانين الشهرة والأضواء.
لكن ماذا قدم لنا بعد ارتداء ثوب المناضل؟ ولا حاجة، فاكرة كويس في 2008 ممثل
معروف بانتمائه الشديد لمبارك وعائلته قال لي: \”بتقولوا عليا مخبر علشان بحب مبارك؟ وبتمجدوا خالد يوسف اللي شوفته كذا مرة في مبنى أمن الدولة.. طب بيروح ليه؟ أنا بروح
علشان أنا موظف في الدولة.. هو بيروح ليه؟؟!\”
وقتها ماكنتش أقدر أصدق، رغم خلافي الدائم مع خالد يوسف، لكن حسبتها بالعقل، لقيتها
ممكن تبقى صعبة شوية، لكن مع مرور الوقت والتباين المخيف في أرائه لا تستبعد أبدا عنه
أن يكون معاونا للنظام.. أي نظام طالما يجد معه مصلحته ويحقق شهرته.
ثالثا: خلافي الأكبر معاه، هو ركوبه على الثورة، ومحاولته هو واللي معاه تنصيبه مفجرا للثورة أو أحد قادتها، ونسي إن فيه شهداء وناس ضحت بحياتها، وإن كان لابد أن تحسب هذه الثورة لأسماء بعينها، فشهدائها ومصابيها أولى، أفضل من أشخاص ترقص على جثث الموتى.
ده غير إننا ماكناش بنشوف خالد في الميدان قد مابنشوفه في جميع الاستديوهات كمحلل
سياسي ضليع كما يرى نفسه دائما.
رابعا: نوصل لـ30 يونيو وخلع الأقنعة، من جديد قدم خالد يوسف على أنه صاحب قرار
اقتحام وزارة الثقافة، وكوني شاهد عيان، لم أكن أرى خالد في الاعتصام إلا فيما ندر، في وجود الكاميرات والشخصيات البارزة، وبما أنه كان مشهدا مستفزا إن الشباب هي اللي تتصدى لكل محاولات العنف من قبل الإخوان خلال فترة الاعتصام، ويبيتوا على الأرض، وييجي الأستاذ ضارب البدلة يتصور ويقول خطابه ويمشي، ويتحسب الاعتصام له! فاكرة في يوم وصل خالد الساعة 3 الفجر ليبث الحماسة بداخلنا ويشجعنا على استمرار الاعتصام وكان في قناة أجنبية بتصور فيلم وثائقي عن الاعتصام، بعد ما خلص تصوير، قاطعه شاب في حديقة الوزراة، وقاله: إحنا مابنشوفش حضرتك الإ في المناسبات. رد محرك ومفجر الثورات وقاله: \”لولا وجودي وآخرين، مكانش حد عبركم ولا سأل في الاعتصام\”.
عمرك شوفت ردا أكثر بجاحة من كده؟ لا، بتقول لا.. طب خد عندك، حضر على غير العادة يوم مافيهوش كاميرات، ودخل علشان يقول للشباب: إيه اللي حايحصل بعد يوم 30.. فقع خطابه الثوري، وقال في نهايته: \”تفوا في وشي لو شفتوني في أي منصب أو أي حدث سياسي بعد يوم 30 يونيو، وحارجع لشغلي وأفلامي\”، ومن ساعتها يا مؤمن مابنشوفش خالد إلا في مناصب وأحداث سياسية، من مخرج لـ30 يونيو، للجنة الدستور اللي كان بيرسم في جلساته بط وأرانب في الورق، لحد ما بقى نائب قد الدنيا، وتفتكر إن آية المنافق ثلاث فتسكت.
خامسا: خرج خالد يوسف علينا في 2011 في برنامج \”الرجل الثاني\” مع جمال الكشكي، وبسؤاله عن رئيس مصر القادم، أجاب بلا تردد: \”حمدين صباحي\”، وشرح أسبابه، ومن يومها لا يفوت مناسبة إلا ويدعم فيها صباحي ويراه رئيسا لمصر حتى من قبل الثورة.. من أيام ما حمدين فكر يرشح نفسه قدام مبارك، وفجأة شاف إن مفيش حد أجدر من السيسي على تولي
قيادة البلاد، وأتذكر وجوده بأحد البرامج، حينما وورط حمدين معاه وقال: \”لو السيسي ترشح.. حمدين لن يشارك في الإنتخابات، وسيدعم السيسي\”، طب وأنت بتتكلم باسمه ليه؟ وبتورطه ليه؟
بالمناسبة أنا زي ناس كتير كنا شايفين إن وجود خالد في صف صباحي خسر صباحي كتير، وخصوصا في تصريحات زي ديه؛ وكأن خالد هو اللي بيحرك اللعبة السياسية بأكلمها.
وطبعا هو له الحق يغير رأيه، لكن الأزمة الحقيقة مش تغير موقف بقدر ما هي إدعاء ولعب
دور المعارض المزيف، أزمتي هنا إنه حط إيده في إيد نظام ديكتاتوري، ونظام هو عارف إنه
استكمال لنظام سابق، نظام يعلم خالد وأمثاله جيدا كراهيته لثورة يناير، وكراهيته لشباب
الثورة وحاينتقم منهم، والمعارض المزيف هو اللي مايشوفش إيد النظام ملطخة بالدم.
يقولنا خالد عمل إيه؟ عارض ده وقالنا موقفه من الشباب المرمية في السجون؟ الأبطال
بجد والمعارضين الحقيقيين مش المزيفين اللي بينتمي ليهم خالد يوسف والنخبة الخادعة،
وركب مرة كمان على أكتاف الشباب.
سادسا: عن حملته الانتخابية وكتابة مهندس بدلا من مخرج، ووضح إن أهالي \”كفر شكر\”
هما اللي أختاروا ده، أجزم إن الدعاية خرجت من مكتبه، وطبعا مقدرين إن عادي جدا
يختار يشارك في مهزلة الانتخابات بلقب مهندس، فهو لقب للبسطاء أفضل من مخرج، وطبعا
كان لأزم ينجح، وبكده أخد مكافأة وقوفه مع النظام اللي أعلن خالد تأييده له منذ البداية، وقبل
أن يكون عروسة ماريونت في إيد النظام، حط إيده مرة تانية في إيد أعداء ثورة يناير
وكارهي الشباب.. قبل يشارك في مهزلة الإنتخابات البرلمانية علشان بس يتحط قبل اسمه
\”سيادة النائب\” متخليا مرة أخرى عن المبادئ اللي صدع دماغنا بيها، متخيلة شكل خالد
وهو بينط من المركب وهي بتغرق علشان يعمل نفسه مرة تانية أو عاشرة بطل ومقاوم، لكن
كل يهوذا لن ينجو هذه المرة، لن ينجو من جعل من نفسه أصبحت عروسة ماريونت يحركها النظام.. بعد أن وقفت تتحايل على أعداء الثورة اللي كنت معتبر نفسك مفجرها تستعطفهم للاعتراف بها، بعد أن وافقت أن يكون مصطفى بكري رجل كل الأنظمة مثلك الأعلى.
وبينت الأزمة الأخيرة تشبث خالد بهذا النظام الرخو، والمصالح أتغلبت على المبادئ مرة
أخرى.
وبما إننا غيرك وعندنا مبادئ، رفضنا التجسس على الحياة الخاصة والشخصية حتى لأعدائنا، وقفنا مع قضية ومبدأ، مش مع اسمك، ورفضنا نشر لفيديوهات وصور خاصة، وطلعت أنت وضربت بالمبادئ والقيم عرض الحائط، وقبلت الصلح مع هاتك الأعراض، وده كان القفا
الكبير اللي خدوه أصحاب خالد ومؤيدينه، وكل اللي وقف مع خالد بشكل شخصي، وماوقفوش
مع قضية ومبدأ، حد فيهم يقولنا حاسس بإيه بعد ماعشري باعك واتصالح مع عدوه؟
وعدوه طلع في البرنامج يطلع لسانه لينا ويدعونا لعدم التدخل فيما لا يعنينا، ويعلن إتمام
الصلح علي يد مرتضى منصور وبقية الشلة.
ويبدو أن التعليمات جاتلك كده وقالولك: أقبل الصلح ماتفضحناش قدام الناس.. أنتوا زي بعض ومايصحش كده، صالح أخوك ونلم بقية الصور والفيديوهات اللي ممكن نطلعها، وبعدين أنتوا رجالة السيسي، والرجالة ماتعملش كده.. حقيقي يا خالد الرجالة ماتعملش كده.