عبر سنوات من العمل الدؤوب، نجح اليوم السابع أن يكون أحد أكثر المواقع مشاهدة في مصر، بعد مواقع السيكس طبعا، وطبعا ده مش ببلاش، فقد بذل العاملين والقائمين على الموقع قصارى جهدهم وماء وجوههم من أجل الوصول لهذه المرتبة الرفيعة لأجل الحفاظ عليها، نشروا عشرات الإشاعات الساخنة، وكانوا دائما أول من ينفرد بنشر تكذيبها.. انطلق مصورو المؤسسة في الشوارع والحدائق في عز الحر والبرد ومختلف عوامل التعرية.. أنطلقوا لا يخافون لومة لائم، يبحثون عن أي فتاة بترقص ولا اتنين بيبوسوا بعض، فيصوروهم في الخباثة وينزلوا الصور أو الفيديو على موقعهم الأغر بعنوان ساخن يضمن الترافيك.
أما على الصعيد السياسي، فطبعا ألتزمت المؤسسة، زي باقي المؤسسات الإعلامية، بمناصرة النظام في أي حاجة بيقولها، وتبنت كتّابا من نجوم المبرراتية وممهدي الطريق لأي فكرة تدور بخيال البهظ بك.
وعلى مستوى الهرتلة في التقفيل، تفّوق اليوم السابع على مجلات الحائط في الأخطاء النحوية وحتى الإملائية، حتى كادت منشوراته تكون هي الممول الأساسي لصفحة \”جرائم في الديسك\”.
أما أحدث منجزات المؤسسة، هو تقديم جيل صاعد من المبرراتية، في تأكيد أن مصر ولادة، والمواهب فيها لا تنضب، وأحدث هذه الوجوه هي الشاعرة والكاتبة والمحررة والمحللة سارة علام، التي من الواضح أنه يتم إعدادها لتكون واحدة من المبراراتية المعتمدين، فقد أوكل لها مهمة إغلاق ملف قضية \”صفر مريم\” اللي شغلت الرأي العام ليها شهرين كده ولا حاجة، ولأن الفرص من النوع ده مش بتييجي كل يوم، فانطلقت المبرراتية الصاعدة لضرب موضوع صحفي، هم اسموه \”تحليل\”، يبرأ ساحة وزارة التربية والتعليم، وأفردت له الجريدة الورقية مساحة في الصفحة الأخيرة، علاوة على تنويه في الصفحة الأولى، تحت عنوان حاسم قاطع، (الحقيقة الكاملة \”مريم\” مريضة نفسيا).
كمان تم رفع الموضوع التبريري على الموقع في قسم \”التحقيقات والملفات\”، وتم توصيفه بـ \”التحليل\”!
طبعا الموضوع، لا هو تحقيق ولا هو ملف، بس غالبا أتحط في القسم ده، لأن مفيش قسم \”تحاليل وأشعة\”! الغريب أنه رغم المواهب المتعددة لـ سارة، شاعرة وكاتبة ومحررة، إلا أنها مش طبيبة نفسية، ومع ذلك تصدت بكل جرأة – مشيها جرأةة- لتقديم تحليل نفسي للفتاة مريم، صحيح أن التحليل المزعوم يخلو من أي رأي علمي أو استشارة طبيب، مما يشير إلى أنه –تقريبا- كان هناك ضيق في الوقت، أو الخيال، أو كلاهما -الله أعلم بعبيده- لكنه رغم ذلك يفي بالغرض، وهو تقديم مبرر يردده بقية المبرارتية.
كم الأخطاء والمغالطات في التحليل التبريري لا يستهان به، فمثلًا قامت المحررة سارة بتقسيم الموضوع إلى نقاط -قال يعني دقيقة- وبعد ما تمشي مع النقط بالترتيب.. بس بعد النقطة الرابعة فجاة، تلاقي نفسك في النقطة السادسة، فمش فاهم بقى، هل كان فيه نقطة خامسة وهربت؟ ولا الكاتبة مش عارفة تعد؟! بعيدا عن أن الموضوع علاقته بالتحليل النفسي زي علاقتي باللغة الصيني بس لفت نظري فيه كام نقطة.
في النقطة التانية مثلًا كتبت أن \”مريم\” اعتذرت عن دخول امتحانات السنة اللي فاتت، عشان كانت بتتلقى علاجا نفسيا بعد وفاة والدها، وخلاص بقى اعتبرت سارة كده إن الموضوع اتحسم، كده ببساطة من غير ما تقول اسم المرض اللي الفتاة كانت بتتعالج منه، ولا أنواع الأدوية، ولا اسم الطبيب ولا أي حاجة، ده حتى المعلومة دي نفسها نسبتها للمجهول \”مصادر مقربة من أسرة مريم\”!!
في النقطة التالتة تتساءل سارة ببراءة منقطعة الجماهير: (لماذا تقرر دولة كاملة بمؤسساتها، منها وزارتا العدل والتعليم استعداء طالبة دون أي سبب سياسي؟) وكأن الكاتبة لسه مخلوقة من نُص ساعة! مع الأخذ في الاعتبار إنها بتقر ضمنا بمنطقية اضطهاد الدولة لمواطنيها، لو فيه سبب سياسي!!! أما النقطة الرابعة، فكانت قمة التألق، لأن الكاتية أكدت أنها كانت شاهدة عيان على الواقعة اللي هترويها.. قالت الكاتبة إن الكنيسة أعلنت عن لقاء بين البابا ومريم، وإنها كانت ضمن الصحفيين اللي تحركوا لتغطية اللقاء، وأن مريم وصلت الكنيسة ثم غادرت بدون أن تقابل البابا، وأن مريم أدعت أنها هي من رفضت لقاء البابا، حتى لا يتحول الأمر لفتنة طائفية، في حين أكد البابا نفسه أن أسرة البنت هي من طلبت اللقاء، طبعا المقصود من الفقرة دي اثبات واقعة كذب على مريم، وأنا طبعا مش هادافع عن مريم، لأني ماعرفش أي حاجة عن الموضوع ده، وماكنتش شاهد عيان، فرجعت لأرشيف الكاتبة شخصيا، باعتبارها شاهدة العيان في الموقع الكبير، فلقيت إنها يوم الأربعاء 2 سبتمبر، ناشرة خبر عنوانه (البابا يعتذر عن لقاء طالبة \”الصفر\” لارتباطه بزيارة عمل مفاجئة)، وده يتناقض مع كل اللي قالته الكاتبة في شهادتها، بالتالي تبقى شهادتها كاذبة أو الخبر اللي نشرته كاذب.
أما النقطة السادسة، اللي مفيش قبلها نقطة خامسة، فحكمت فيها على محامي الطالبة إنه عارف إن موكلته كاذبة، لكنه تطوع للدفاع عنها عشان يكسب بنط قبل الانتخابات البرلمانية، لإنه مرشح في دائرة بني مزار ومطاي بالمنيا! طبعا مفيش برضه أي دليل على كلامها ده ولا أي مستند ولا حتى تسريب من بتوع المبرراتية الكبار، وبدون تفتيش في النوايا.. النقطة دي تتنافى وشهادتها أن الطالبة هي اللي تهربت من لقاء البابا في آخر لحظة، لأن هنا كان المفروض المحامي الانتهازي يجبرها على اللقاء عشان ياخد كام صورة مع البابا.
أما النقطة السابعة، ودي من عندي أنا، فهي أن تبرأة الوزارة وإرجاع الموضوع كله لكون الطالبة مريضة نفسيا دي فكرة مقال ساخر، أنا كتبته على نفس الموقع هنا بتاريخ 1 سبتمبر، وكان بعنوان (رأي \”فرويد المصري\” في \”صفر مريم\”)، وقلت فيه إن الطالبة عندها فصاما شنيعا من النوع اللي قريناه في رواية \”د. جيكل ومستر هايد\”، وتقريبا كده الإيفيه كرف على أفكار الصحفية بشكل لا إرادي، أو الوقت كان ضيقا، فاستعارت الفكرة بشكل لا إرادي.
طبعا ده موضوع، أنا ماقدرش أحسمه، لكن في كل الأحوال، أنا ناشر الأول وقدمت التبرير الأول، ولذلك أطالب بحقي في التعيين كمبرراتي، وأنا متواضع وموافق أقدم برنامج توك شو أو حتى أبقى عضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان، أحسن وديني هشيل يافطة وأدور بيها في الشوارع زي \”عاطف الأشموني\”.. مؤلف \”الجنة البائسة\”.