افتكر زمان قبل دخول المدارس، كان الزي المدرسي موجودا في كُل مكان, موجود بقى منه الغالي والرخيص، علشان يبقى في متناول الجميع, حتى الألوان كانت معروفة وموجود منها كتير, واعتقد ده الطبيعي والمألوف اللي اعتاد عليه جيلنا كُله، خصوصا اللي كانوا في المدارس الحكومية.
وافتكر برضه إن زمان على أيامنا، ماكنش فيه \”مافيا الزي المدرسي\” اللي بقوا مُنتشرين جدا دلوقتي، وعلى مرأى ومسمع من الجميع.. هتقولي مين دول بقى؟!
أقولك يا سيدى, دول تجار بيروحوا يتفقوا مع المدارس الحكومية، إن زي المدرسة مايطلعش غير من عندهم، فتقوم المدرسة تغير فعلا الزي المدرسي اللي الناس خدت عليه بقالها سنين، وتخليه لون غريب عجيب، حتى صعب الناس تعرف تجيب قُماش وتفصل حاجه زيه.. وطبعاً التُجار لا بترحم ولا بتخلى رحمة ربنا تنزل, تروح تسحب كل القماش من السوق، ويبقى تحت سيطرتها، ويا تيجى يا مواطن يا غلبان تشتري من عندنا.. يا تقعد ولادك في البيت.
ساعتها الراجل الغلبان اللي بيعلم اثنين أو ثلاثة، يقولك: ما اللي يخليني أروح أطفح الدم علشان أجيب قُماش وأفصّل، ما أريح دماغي وأجيب من عندهم وخلاص.. وبدل ما أجيب لكُل عيل طقمين يبدل فيهم طول السنه، أجيب طقم واحد وخلاص.. وبدل ما أدفع فلوس في شُنط وجزم يروحوا باللي عندهم وأوفر حق الحاجات دي وأكمل بيها حق اللبس!
الناس بقى اللي بتقول المنظومة التعليمية لازم تتصلح.. تفتكروا نبدأ منين؟!
– نبدأ من المناهج العقيمة؟
– ولا نبدأ من الدروس الخصوصية اللي خلت الناس تبيع هدومها وتشحت؟
– ولا نبدأ بالمُدرسين نفسهم وأخلاقهم؟
– ولا نبدأ بالمدارس الحكومية اللي عايزة تتنسف وتتبني من أول وجديد؟
– ولا نبدأ من مافيا الزي المدرسي اللي خلوا الناس تكفر؟
– ولا نبدأ من الطالب نفسه اللي بيصم الكتاب من غير ما يفهم؟
– ولا نبدأ بالوزارة نفسها؟
– ولا نسرق وندخل ولادنا \”American School\”؟
إحنا مش بس وصلنا للقاع.. إحنا بنحفر أنفاق تحته!