العبد لله من جيل المستوطنين الأوائل لصحراء مدينة نصر, انتقلنا إليها عام 1978 وقت ما كانت أرض المهجرين من مدن القناة، والخيار المتاح لبقايا الطبقة الوسطى من الموظفين, وحضرت تطورها الطبيعي – للأسف – بمجرد رجوع المصريين من الخليج بعد الإجتياح العراقي للكويت، وشهدت واحدا من أهم التحولات الاجتماعية في الثلاثين سنة الأخيرة, وكنت في موقع المراقب والمشاهد للتفاوت المرعب بين جيتو عباس العقاد وجيتو الحي السادس، كأمثلة للصعود المادي والطبقي للعائدين من بلاد الجاز، والإنهيار البطئ للباحثين عن أنبوبة بوتاجاز.
ولو أضفت إلى ذلك كوني واحد من أوائل خريجي المدارس التجريبية – أوائل التجربة مش أوائل النتيجة لا سمح الله – ده برضه سمح لي بالمزيد من المشاهدة والتحليل للفروق بين أبناء سفراء ووكلاء وزارات وبين أبناء حراس عقارات وصغار الموظفين والتجار, وبعد دخولي كلية تجارة جامعة عين شمس – كليات التجارة تجمع كل المستويات بشكل أقرب للتجنيد – في أوائل التسعينيات إبان تبلور التحولات الاجتماعية الكبرى تحت قيادة وريادة اللي لا بيغديني ولا بيعشيني ولا في مصلحة بينه وبيني، ثم 15 سنة من الأشغال الشاقة في حقل السياحة البور، تأكدت من التالى:
العيال الشوارعية الحوش الحثالة البيئة منعدمي التربية والأخلاق اللي شكلهم وحش (زي بتوع الألتراس اللي شايفهم البعض من أعضاء المجتمع المخملي، صراصير تستحق الدهس بالأقدام)، لا يختلفون عن الحلوين الكيوت المتربيين الbilingual خريجي المدارس الإسترلينية والدولارية المصاريفن إلا في ممارسات ولاد الذوات للوساخة والإنحراف في زخانيق الجونة، بدلا عن زخانيق الطوابق، وفي حمامات نادي الصيد، بدلا عن حمام التلات، وفي استخدام السكانك والكراكن والإكستاسي، بدلا عن البانجو والصراصير ومنقوع البراطيش.
الفرق الأساسي هو ان أهالي العيال دول معترفين بإنحراف عيالهم, إنما المخمليين واخداهم العزة بالإثم، وعمالين يزربوا وحوش ومسوخ لابسين براندات، وبيتكلموا لغات وبيدوسوا على أي حد اقل منهم.
يعني منعا للتعميم – وإلا من رحم ربي- إسفوخص.