تعالى نفترض أن البنت دي عندها انفصام في الشخصية في أشنع صوره، زي كده \”د. جيكل ومستر هايد\”، وأن الحالة دي ظهرت لأول مرة في أثناء امتحانات السنة النهائية في الثانوية العامة، فكانت في بيتها بشخصية التلميذة المجتهدة، زي باقي إخواتها.. وزي ما هي متعودة خلال سنينها التعليمية اللي فاتت، ولما دخلت الامتحان تحولت للشخصية التانية، ولأن الحالة النفسية المرضية دي سببها الضغط المتواصل من الأسرة عليها عشان تجيب مجموع كبير وتدخل الكلية اللي هُمَا محددينها، فكانت الشخصية البديلة أجهل من لمبة محروقة، وحصلت على الصفر التاريخي، اللي كل المدرسين بيأكدوا شبه استحالة الوصول له.
نظرية الشخصية البديلة مش بعيدة عن الشباب المصري البائس المقهور، فكتير من شبابنا أصيب بالمرض نفسه، وعشان كده عندنا شباب كتير يبدو مظهرهم وتصرفاتهم قدام أصدقائهم وأهلهم في غاية الطيبة والمحبة، ومع ذلك بيتحولوا في لحظات ما فيخربوا ويحرقوا ويستعرضوا قوتهم على العشرات من عساكر وضباط الأمن المركزي والشرطة المدججين بالسلاح، ولولا شهادة الشهود وتحقيقات النيابة وقضائنا الشامخ كنا هنفتكر شخصيات شريرة زي دي إنهم طيبين عادي، خصوصا أن شخصياتهم الحقيقية تبدو شديدة الوداعة.. وأحيانا بتظهر وكأن عندها مشاكل جسمانية تمنعها من ممارسة العنف، زي مثلا المجرم العتيد محمد تيمور الملواني، الشهير بالشهيد، صحيح أن الطب بيأكد أن نظره شيش بيش تماما، وأن المجلس العسكري ذاته تولى عملية تصفية واحدة من جوز عينيه البايظين سلفا، إلا أنه وخلال نوبات تحوله للشخصية التانية نجح في استخدام العنف والقوة المفرطة مع عدد لا بأس به من جنود الأمن المركزي وظباطه المساكين، فقام قضائنا الشامخ بهفه ومن معه حكم بالسجن 3 سنين.
ده غير إسلام عبد الحافظ اللي شخصيته المعروفة إنه مغني وخريج آداب مسرح، ومصاب بضمور في عضلات دراعه اليمين، بس لما بيتحول اوعى وشك، حرق حزب الغد، وشارك في تأسيس تنظيم مسلح، \”بلاك بلوك\”، ولولا القضاء الشامخ متمثلا في القاضي الفذ الضرورة ناجي شحاتة، كان هيفلت بجرائم شخصيته التانية، لكنه وقع ولاحدش سمَّى عليه.. واتهف حكم غيابي بالإعدام، عشان يبقى عبرة لأمثاله من المتحولين.
بناء على كل المتحولين دول، اللي ماليين سجون مصر، فحالة مريم مفهومة، وبعيدا عن إنها حلت كويس في الدين وجابت 21 من 25 وفي التربية الوطنية وجابت 18.5 من 25، لأن ده يؤكد الحالة المرضية للفتاة، لأنها مواد لا تضاف للمجموع يعني مفيش وقتها أي ضغط عصبي يؤدي لتحولها، وكونها بقى متحولة ده يفسر صمودها.
فيه كمان مبرر نفسي قوي لكونها ماحلتش أي حاجة، بعيد عن نظرية ازدواج الشخصية، ألا وهو فقدان الذاكرة المؤقت، فمن المتعارف عليه أن التعليم المصري يعتمد فقط على الذاكرة، فوارد جدا أن الفتاة من الضغط المتواصل أصابتها حالة من فقدان الذاكرة في وقت الامتحان، الأمر اللي فقدت معاه كل المعلومات اللي هي حفظتها على مدار شهور.. بالتالي مبقاش عندها حاجة تكتبها، ولما خرجت وجدت نفسها قدام مصيبة.. هتقول إيه لأهلها؟، قوم إيه فقدت الذاكرة تاني بخصوص وقت الامتحان.. وتعاملت بوصفها جاوبت كويس كالعادة.
إيه رأيك بقى يا حكومة.. مش أنفع مبرراتي؟ شغلوني معاكم بقى في أي سبوبة، رئيس تحرير ولا مقدم لبرنامج \”توك شو\”، إن شالله حتى عضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان.