للإجابة على هذا السؤال اللولبي، وعشان نجيب الناهية يعني, أنا من موقعي هذا شايف إن علي ابن الجنايني الحمد لله ربنا كرمه ونجح، مش بس في إنه يتجوز إنجي بنت الباشا, لأ ده ورث الباشا وبقى صاحب أملاك وأطيان ورؤس أموال تسد عين الشمس، ومناصب تودي الناس اللي يغضب عليهم ورا الشمس, المشكلة مش في كل ده، ومش إن 23 يوليو ثورة ولا انقلاب.. خلونا نحدد الخناقة على إيه عشان تبقى الإجابة على السؤال سهلة. المشكلة إن علي ابن الجنايني، خد السلم معاه وهو طالع, ودلوقتي تلاقىيه بعد ما بقى باشا قد الدنيا، مش عاجبه ابن العامل والفلاح، وبيقول دول ما ينفعش أبنائهم يبقوا في مناصب مهمة، لأن دي مناصب شامخة وحساسة.
اللي عامل لي هسهس في نافوخي بقى، ومطير النوم من عيني أنا وتلات تربع جيلي, هو إزاي دولة عاوزة تطلع من أزمتها الاقتصادية وتخلق عامل الانتاج اللي هو رمانة الميزان لأي عملية تنمية اقتصادية، وخطابها الرسمي وغير الرسمي مش بيبطل كلام عن الأمن القومي ومخططات تفتيت الدولة المصرية وتقسيمها إلى دويلات؟!
إزاي الثقافة الاجتماعية فيها النهارده بتعتبر كلمة \”دبلوم فني\” وكلمة \”فلاح\” شتيمة؟!
مش بس الثقافة دي ما بقتش بتكتفي بمجرد المعايرة بين الناس بصفة العامل والفلاح, لأ.. دي بقت بيتبني عليها آثار قانونية لما بتترجم الثقافة الطبقية دي لسياسات بتتبناها الدولة بمؤسساتها، والأدهى والأنكى من كده إن السياسات دي بتمتد من العامل أو الفلاح لأبنائه مهما عليت درجاتهم العلمية ومهما اجتهد الأبناء دول وتفوقوا.
والطامة الكبرى إن بين كل مؤسسات الدولة، المؤسسة اللي تبقى بتفتخر بإنها بتنفذ السياسات الطبقية دي, هي مؤسسة العدل اللي وظيفتها أصلا تطبيق العدل ورفع الظلم وحماية الحقوق والحريات.
ومؤسسة العدل ما بتطبقش التفرقة المخالفة للدستور دي في أحكامها بخصوص مؤسسات خارجة عنها بس، لكنها بتعمل الأخطر واللي ما ينفعش يتسكت عليه لو فعلا مش عاوزين الدولة دي تتفتت وتنهار, لو مش عاوزين الناس تفقد ثقتها في الأحكام القضائية, ولو مش عاوزين القضاء يفقد هيبته وشموخه بصحيح, وهو إن مؤسسة العدل دي بتطبق السياسة الظالمة دي في اختيار أعضائها زي ما حصل إن مجلس القضاء الأعلي استبعد مرشحين لمنصب القضاء من خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون لسبب غير مفهوم في دولة بتدعي انتماءها لثورة يوليو, وهو إن والد أو والدة المرشح مش حاصل على مؤهل عالى, اللي هو يعني دليل على إن المرشح \”غير لائق اجتماعيا\”ّ! زي ما بيتكتب في أسباب رفض التعيين, وده العجب بعينه!
لو أنتم بتحتقروا العامل، وهو عمود الصناعة، والفلاح عمود الزراعة، ولو أنتم بتنشروا الشعور باليأس في نفوس الشباب المجتهد، فيبقى تنمية وإصلاح ومكافحة فساد وبناء للوطن إيه اللي بتتكلموا عليه؟ وثورة يوليو إيه دي اللي بتتمسحوا فيها؟! مش هي ثورة يوليو دي اللي من أول مبادئها (زي ما درسناها في كتاب الدراسات الاجتماعية بتاع خامسة ابتدائى): العدالة الاجتماعية, والقضاء على سيطرة رأس المال؟! فين يعني راحت المبادىء اللي عشانها الناس آمنوا بثورة يوليو؟! ده اللي يهمنا دلوقت.
أنا حابب أقول للجيل اللي بيدعي إنه مؤمن بثورة يوليو ومبادئها: أرجوك تحلى بالصدق شوية، وورينا مصداقية ادعائك ده, بإنك تسيب مكان للشباب المجتهد, وبإنك ما ترسخش للثقافة اللي بتستعر من العمال والفلاحين وولادهم.. خلوا جيلنا اللي كفر بثورة يوليو يشوفكوا من موقعكم في المناصب المهمة في البلد، بتطبقوا مبادئها على نفسكم أولا, وبتتخلوا عن التوريث في الوظايف وبتعتمدوا الكفاءة والاجتهاد لوحدهم سبب لتولي المناصب , من فضلكم خلوا أفعالكم هي اللي تتكلم, لأن الشباب ماعدش بيصدق الشعارات اللي مش بتتطبق.