روجينا بسالي تكتب: في حصاد رمضان.. "الكابوس" يكسب

قبل أن تقرأ..

اعتذر بشدة لكل شخص سيذكر اسمه في السطور القادمة، ومنهم أصدقاء أعزاء، لكني بعدت كل البعد عن التطبيل والنفاق ومجاملات حق الزمالة.

مانقدرش ننكر إن لحد السنة اللي فاتت، كان عندنا كام مسلسل حلوين من ناحية الكواليتي والباقين وحشين، دي أول سنة في تاريخ الدراما، يحصل العكس، كل المسلسلات حلوة، ماعدا كام واحد، ونختلف عليهم أكتر دراميا وليس من ناحية التيكنيك، لكننا كل سنة بنتجاهل رأي الشارع ونركز مع الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي لتقييم المسلسلات، وبتحصل المفاجأة إن الشارع بيكون له رأي تاني خالص، والمثال الأقرب كان السنة اللي فاتت لما اعتقد كل حد إن مسلسه هو الأفضل، وطلع الشارع مختار مسلسل “ابن حلال” أو “حبيشة”، وده لأننا مصرين

نركز مع جمهور الفيسبوك، وبننسى إن القاعدة الأكبر للدراما التليفزيونية من المتابعين، ليس لهم أي علاقة بمواقع التواصل الاجتماعي.

السنة دي كان فيه كم معقول من المسلسلات، والناس كانت بتتكلم عنهم بشكل كبير، لكن الجمهور العادي كان اختار وللأسف، مسلسل “يا أنا يا أنتي” لفيفي عبده وسمية الخشاب، وده يرجع لكونه مسلسل خفيف ولا يحمل أي نوع من أنواع الإبهار.. لا تكنيك ولا تمثيل ولا حتى كتابة، وفي ظل التركيبات المعقدة لكثير من مسلسلات رمضان، اختار الجمهور العادي المسلسل الأكثر بساطة.

وهذا لا يعني أبدا أن كل المسلسلات الفقيرة فنيا نجحت أو لاقت رواجا واستحسانا، على سبيل المثال هناك عملان لم يسمع بهم أحد حتى الآن، الأول هو “أرض النعام” للمخرجة غادة سليم، وهو عمل أكثر من متواضع على كل المستويات، حتى التمثيل، مع إنه ضم عددا من الممثلين الذين لا يختلف أحد على موهبتهم.

والثاني هو “مولد وصاحبه غايب” للمخرجة شيرين عادل، وهي المخرجة الوحيدة التي أصرت أن تستمر في العمل بالإخراج، وهي لا تمتلك إلا “حركتين كاميرا وحجمين”.. مدرسة ورثها لها المخرج مجدي أبو عميرة، الملقب ظلما وزورا بملك الفيديو، فظهر المسلسل كما لو كان فرحا شعبيا بجميع عناصره المستخدمة، بلا

هدف وبعشوائية شديدة.

 النهايات المتوقعة والمخزية أحيانا:

“بعد البداية”: مسلسل كل عناصره ماحدش يختلف عليها، والممثلين كل حد في مكانه، لكن الصدمة كانت في الحلقة الأخيرة، اللي كانت عبارة عن مشهد واحد، والحلقة كاملة “فلاش باك”، ماكانش عيب أبدا إنهم يضموا المشهد الوحيد، للحلقة 29، ومش ضروري عمل حلقة 30، أو ممكن كانوا تعبوا شوية وعملوا حلقة مختلفة، طالما وجدت الضرورة لعمل حلقة 30.

– “مريم”: استبشرت خيرا في المسلسل، خصوصا أن أداء هيفاء وهبي كان مختلفا – لعامه التاني- وخالد النبوي عمل دور رائع، لكن الاستسهال في الحلقة الأخيرة أفقدنا كل شيء حلو في المسلسل، وأنت بتشوف الحلقة الأخيرة، كأنك قدام حالة تهيؤات جماعية لأبطال المسلسل جميعا، فجاءت نهاية ساذجة وسخيفة، كتبت على عجل.

– “تحت السيطرة”: المسلسل اللطيف اللي كل الناس ظهرت فيه بشكل رائع، لكن كانت النهاية متوقعة من أول حلقة، وظهرت وكأن هناك شيئا مفقودا.

– “طريقي”: المسلسل البسيط اللي علق بشكل كبير مع الناس، لكن كانت نهايته نهاية عادية جدا، تقترب من الكليشيه.

– “حواري بوخارست”: لا نختلف على موهبة السيناريست هشام هلال مؤلف المسلسل ومحمد بكير مخرجه، لكن تحس إنك بتشوف الجزء التاني من مسلسل “طرف تالت”، وده يخلينا نقول إن تجربة فريق عمل واحد كل عام، مش بالضرورة تكون ناجحة، خصوصا لو فريق يتفق فقط خلف الكاميرا، وأمام الكاميرا نحن نشاهد

العكس، تركيبة الممثلين غير موفقة، أمير كرارة مصر يلعب نفس الشخصية بنفس الأداء من غير تطوير، كل شيء في أمير يتم تحريكه بعنف وأفورة حتى الدقن والشنب.

الحلقة الأخيرة أيضا كانت مخزية جدا، وحشر للأحداث بشكل غير موفق، وإعلان أسرة العمل عن جزء تاني للمسلسل شيء غير مفهوم بالمرة، وكأنهم اتفقوا على استكمال فشل الحلقة الأخيرة، فتخيلت شكل الجزء التاني إن أمير كرارة يلم تجار المخدرات أصدقائه ويروح يجيب حق أخوه المقتول على يد تنظيم “داعش”.. يحاربهم وينتصر ويرجع، وبعدها نفكر في جزء تالت!

أخيرا.. المسلسل الوحيد اللي كان متماسك فنيا ودراميا حتى الحلقة الأخيرة، هو “الكابوس”، وكانت الحلقة الأخيرة بعيدة عن كل التوقعات، وده كان سبب التميز، والمهم إنها كانت بعيدة عن الكليشيهات والنهايات التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top