عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة.. أدعوكم لتمضية بعض الوقت بانفصال تام عن الواقع، في عالمٍ مختلف وأكثر بهجة وقدرة على احتمال الأذى الذي يحيط بنا حاليا، أغمضوا أعينكم ودعوا الوقت يمر، وهيا بنا نغادر لكوكب الـ\”بووف\”.
ما هي كائنات البووف؟
كائنات أرجوانية لطيفة، يمكنها التعبير جيدا عن مشاعرها بالألوان. لكنها لا تمتلك المشاعر! لا تعرف ماذا تعني الصداقة، أو الحب، لكن \”أوه\” كائن بووف مختلف، ماذا يمكن أن يفعل حتى يجد موطنه؟
الوطن!
ستكتشف عاجلا أو أجلا، أن موطنك يعني كوكب الأرض. طالما أنك تحتسب بشري.. لماذا إذًا كل هذه الفوضى حول بعض الكيلومترات التي نمتلكها؟ أيهما وطنك؟ الذي يجبرك على الهرب، أم الذي يحتضن هروبك؟
الحب
كل المشاكل يمكن حلها بالحب، بالتفّهم.. \”حاول أن ترتدي حذائي!\” تعبير يقصد به أن تحاول تخيل وضع الآخر قبل أن تحكم عليه. \”كنت أحاول أخذ قلبك، وأضعه في علبة ورقية.. فإذا قسى الوقت، لن تكون بعيدا. وحبك لن يضيع، بينما تتهاوى الجسور سأجد طريقة لأعبر.. حتى لو كنت تائها بين النجوم، حبك لن ينتهي، وعندما أحاول الاختباء من حبك.. لا يمكنني تجاهل أن هذا قد يكون ندائي، لكني استمر بالوقوع.. بالوقوع في حبك\”
* الأغنية.
\”معّدل النجاح منخفض، هل لديكِ خطة؟
– لا، لكن لديّ أمل\”
المحتل لديه دائما بعض التبريرات: (الشعب بسيط لا يمكنه الاعتماد على نفسه، نحن سنعلمهم! سنثقفهم! بالطبع ليس هدفنا أن نسيطر على ثرواتهم.. نحن فقط نريد أن نمنحهم.. حياة أفضل بدون فوضى، وهي حياة لا يمكن لغيرنا أن يمنحهم إياها).. هل يبدو هذا الكلام مألوفًا لك؟
شخصيات الرسوم تشبهنا
\”تيب\” تشبه والدتها، وهما تشبهان صديقتي.. حين تترك شعرها مجعدا تصبح أكثر شبها بـ \” تيب\” مجنونة مثلها، وحين تصفف شعرها تصبح أكثر شبها بوالدتها، رزينة مثلها وجمالها ساكن وهادئ.
نحن نشاهد أفلام الرسوم المتحركة كي نجد أنفسنا من جانب أحادي، حيث الخير يمكنه أن يكون واضحا وبسيطا، والشر مكروه وخاسر.. نشاهده حتى يمكننا أن نحب أصدقاءنا أكثر. ونشتاق إليهم أقل.
أفلام الرسوم المتحركة تشبه الأطفال
ملونة.. مبهجة، ولها نهايات سعيدة.. يستسلم فيها الشر وينتصر الخير، ونحن العالقون في الفوضىى، حيث ينتصر الشر دائما، نحب أن نغادر لعالم بيتر بان فلا نكبر أبدا.. ويمكننا دائما أن نغرق في السعادة والألوان.
فيلم\”Home\”: هو رحلة عبر المجرة، والحب، حيث تبحث عن موطنك داخل نفسك، وفي حضن من تحب، لتغادر أكثر طمأنينة وسكينة، مهما كنت ترتكب من الأخطاء ستجد من يغفر لك زلاتك ويمسك بيديك لتقترب من الخطر، حتى تنتصر عليه.. مهما كانت نسبة النجاح قليلة، سيتمسك بك ويحميك، سيجعل أحلامك جزء منه تنسب إليه بكل بساطة.
الموسيقى، \” أريد الرقص في الليل، سنضيء الظلام\”
الموسيقى تصنعنا، وتحمل لنا أصدقاءنا في رقصة جديدة.. لا أحد يمكنه مقاومة الرقص! لن يمكنك مقاومة الموسيقى في فيلم كهذا.. حيث يمكنها أن تحمل لك كل المشاعر التي تفتقدها، وتجد الأصدقاء الذين ابتعدوا مسافات طويلة، ولم يعد بالإمكان احتضانهم بما يكفي لإسكات الشوق. \” لا مزيد من الانتظار\”، لا شيء يمكنه تحقيق المعجزات باستثناء الموسيقى! لأنها الأمل الوحيد كي لا نغادر عالمنا المختلف.. لذلك حين ينتهي الفيلم وتشعر أنك قد بدأت بالاقتراب من عالمك المظلم، أشعل الأضواء، وأغمض عينيك. واستمع للموسيقى.
كيف تشاهد هذا الفيلم؟
لا يتطلب هذا الفيلم صحبة، لأنه سيجبرك على استحضار كل أحبتك بجوارك.. لكن لا مانع من أن تشاهدة بصحبة أحبتك وطبق من الفشار، وكوب من الشاي الدافئ، أو النسكافيه بالشوكلاتة.. ستجد حلا بالتأكيد لمشاهدته، وإن لم تجد بنفسك، فستجدها داخل الفيلم.. حيث دائماً هناك: \”بداية جديدة، في وطن جديد.. وأصدقاء جدد\”
أفضل يوم في حياتي:
\”يمكنّك أن تعمل دائما في انتظار أفضل يوم في حياتك، ويمكنك أن تجعل من كل يوم، أفضل يوم في حياتك\”
إعلان الفيلم