رباب إبراهيم تكتب: "أولاد رزق" .. تحت الإشراف العائلي!

داخل مجمع سينمات أمريكانا بلازا بمدينة ٦ أكتوبر، أمام شباك تذاكر فيلم \”أولاد رزق\”، جملة: \”أولاد رزق.. تحت الإشراف العائلي\”.

بالنسبه لي، لم تمر كجملة عابرة، سألت موظف شباك التذاكر: يعني إيه؟!

أجابني: لا يسمح بدخول الأطفال إلا مع عائلاتهم!

لم أستوعب الجمله ولا الإجابة، وفي نفس الوقت لم أشك للحظه أن هناك شيئا وراء هذه العبارة، غير أنه من الممكن أن يتضمن الفيلم بعض مشاهد العنف، خصوصا أن حجم خبرتي في الدعاية انه فيلم يتعرف عليه الجمهور من خلال أسماء أبطاله واسم مخرجه \”طارق العريان\”، فهو فيلم  يخاطب طبقة الـ A -class

وقد اتضح ذلك منذ الوهلة الأولى للدعاية، من حيث تصميم الأفيش ومستوى الدعاية والتريللر، فضلا عن ذلك العرض الخاص الذي أقيم منذ يومين في دور عرض مول العرب.

ومع أول كادر في الفيلم، تري فيه كاميرا \”الكرين\” وهي تستعرض منظرا عاما أفقيا لبلوكات مساكن شعبية، وتجد أول مشهد لأولاد رزق \”فلاش باك\” وهم أطفال صغار، يداعبون شقيقهم الأصغر، والذي يبدو أن عمره لا يتعدى سن الست سنوات، ويتعامل على أنه رجل، فيقوم أشقاؤه  بالإمساك به، وتسمع عبارة: تعالى.. نعملك اختبار الحمامة!!

وأمام شريط سينما بتوقيع للمخرج طارق العريان، استمعت للعديد من العبارات والألفاظ، منها: \”المكان ده من فوق كباريه ومن تحت أحيه – إوعي يا بت حدود العلاقه تكون وصلت بينكم لغايه الركوب – إيه ماوحشكيش الحمام المحشي؟\”

وغيرها من العبارات والإيحاءات الجنسية.

لم اعترض على الطرح الذي يقدمه الفيلم بكل ما يحمله من جرأة، لم اتناقش مع من قالوا: لماذا لم يتم وضع عبارة \”فيلم للكبار فقط\”، وحتى إن تم وضع عبارة \”فيلم للبالغين فقط\” فلم ولن اعترض، ولن اركب موجة: \”أين الرقابة\”، و\”لن اتاجر على حساب السينما واتحدث عن الأخلاق وإفساد المجتمع وغيرها من العبارات المطاطية -التي ارفضها- حتى لا نجعل السينما شماعة، خاصة أنني طوال الوقت اقف مع حرية الإبداع، لكنني اعترف أنني وقعت في فخ المنتج طارق العريان، فقد ذهبت إلى فيلمه وأنا احمل في ذهني خلفية تاريخية  لهذا المخرج  الذي حصل على الثانوية العامة في مصر ثم سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما في جامعة (ساوث إلينوي) وعاد إلى مصر ليبدأ مشواره كمخرج سينمائي، والمعروف بأسلوب خاص في الإخراج، خصوصا في عناصر الديكور والإضاءة، ودراسته للإخراج في الولايات المتحدة طبعت عليه أسلوبا خاصا في أفلامه، فهو يحاول دائما أن يكون حلقة الوصل بين السينما العربية والغربية، وقدم للسينما أفلام:

(الإمبراطور) عام 1990

(الباشا) عام 1993.

(السلم والثعبان) عام 2001

(تيتو) ٢٠٠٤

(أسوار القمر) ٢٠١٥

لم أتوقع أنه حينما يجلس في مقعد المنتج  في أولى تجاربه الإنتاجية، يجلس على طاولة القمار ويلعب بكل آليات السوق ويلجأ لاستخدام توابل السبكي في أفلامه، في حين أنه مخرج متمكن لم يحتاج إلى كل هذه الحيل.

لم اتخيل أن تخونه الحسابات ويفلت الأمر من بين يدي مخرج بحجم قيمة وخبرة وذكاء \”طارق العريان\”، خصوصا أن لديه تجربة كبيرة في مجال الإعلان والدعاية من خلال شركه ON LINE التي يمتلكها منذ سنوات طويلة.

إنه  سلاح ذو حدين، غلف مُنتج شعبي بورق سلوفان وفيونكا حمراء وقام ببيعها في دور عرض  لطبقة High-class، اعتمد على جمهور المولات، في حين أن المادة الفيلميه التي يقدمها هي لجمهور وسط البلد الذي اكتسح دور عرضها فيلم \”شد أجزاء\” لمحمد رمضان.

قد يكون للمخرج والمنتج طارق العريان رؤية في تقديم الممثل أحمد عز في شكل جديد وستايل مختلف، لكنه نسي أن عز هو \”الواد الحليوة\” وجمهوره من الفتيات،  وليس له ارضيه جمهور في وسط البلد، ولن يكون له جهور لو تم تقديمه في صورة محمد رمضان لجمهور المولات.

جدير بالذكر أن جميع الممثلين، قد جسدوا أدوارهم بشكل جيد، وهو ما نعزوه لوجود مخرج جيد رغم اختلافي مع طريقة الطرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top