نانيس القاضي تكتب: مقلب على أد فلوسك

شاهدنا هذا العام ٣ مقالب بالطائرات.. لن اتحدث عن برنامج القفز بالبراشوت من طائرة، ففي النهايه الفنان يذهب ليقفز قفزة هوائية من طائره بمحض إرادته، لكنني اتحدث عن البرنامجين الآخرين، وقد اعتمدا نفس الفكرة: \”فكرة الضحك من خلال لحظات رعب يعيشها إنسان، سواء كانت تمثيلية سخيفة بين الضيف والبرنامج أو عدم علم الضيف بالمقلب بالفعل،  لكن الشئ المستفز فعلا، هو استخفاف البرنامج بالضيوف البسطاء منهم، واستخدام أكبر كم من السخافة لإحراجهم والضغط نفسيا عليهم، لكن لو الضيف متريّش أو ذو ثقل اجتماعي ومادي \”لا كده نخاف منه ونعمله ألف حساب\”.

أنا ضد الكوميديا والضحك القائم علي رُعب خلق الله، وزيادة العيار أكثر مع الضيف الضعيف منهم، حتى تصل لمرحلة أكثر من مُهينة لبعضهم، لأنهم يعلمون تماما أنه قليل الحيلة ويعلمون أيضا احتياجه لثمن الحلقة، ما السعادة في رؤيه فنان بسيط يبكي رعبا، ثم نضحك نحن على استخفاف المذيع بالتعليقات الخادشة للحياء بحق الضيوف الغلابة منهم، لكن لو كان نجما كبيرا أو آخر ثريا، له وزنه وصاحب اسم كبير، نحترم أنفسنا ونُفكر في كل كلمة تُقال وكل جوانب المقلب حتى لا يتعرض البرنامج لأي مساءلة من أي نوع.

حتى الكوميديا ارتبطت بالمادة، مثلها مثل كل الأشياء الكئيبة في المجتمع.. أنا ضد المقالب الإرهابية التي قد تُعرض حياة الناس للخطر وتقتل فيهم عزة النفس، وأيضا ضد الاستخفاف بالبسطاء، وللأسف متابعة أطفالنا لمثل هذه البرامج سوف يخلق جيلا بلا قلب، معدوم الإحساس.. يستمتع ويتلذذ بآلام الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top