سُلطة مستبدة + مناخ سياسي مغلق + قوانين استثنائية + إعلام مُضلل + اعتقالات + فقر = جهل + فَوضى + إرهاب، وده اللي هما عايزينه عشان يبقى في مبرر لوجدهم واستمرارهم.
ليه الأنظمة الفاشية دايما بتسّوق لشعوبها فكرة إنهم \”أعظم شعب في العالم\”.. زي عندنا كده؟
لأن استمرار الأنظمة دي مبني على منع التفكير، ومنع التفكير بيبدأ بمنع السؤال.. لو الشعب اكتشف حقيقة إن دولته متسواش تعريفة في ميزان الدول، وإنه كشعب بأهراماته بسلاطاته، لو اختفى من على وجه الأرض، مفيش حد هيحس بيه أساسا، هيبدأ يسأل نفسه: إحنا ليه رخاص أوي كده؟
والسؤال ده خطر، لأنه هيبقى مقدمة للتفكير.
والتفكير خطر، لأنه مقدمة للحساب.
عشان كده لما تقرأ أدبيات الإعلام في الأنظمة الفاشية، هتلاقي إن دايما بتجمعهم نفس المصطلحات:
– شعب عظيم..
– دولة عظيمة..
– مؤامرة ضدنا..
– نحارب الإرهاب..
القائد الرمز الملهم (حتى لو كان القائد الملهم ده عيّل أهبل زي بتاع كوريا الشمالية).
عنق الزجاجة والظروف الصعبة والمؤامرات اللي مابتخلصش.. وهكذا.
نفس الرسائل دي بالظبط (لدرجة تطابق المصطلحات أحيانا في بعض الدول).
والهدف واحد: احمد ربنا على النعمة اللي أنت فيها، وداري على شمعتك تقيد، عشان إحنا محسودين.
وفي سبيل ذلك، يضرب لك حديث يقول إن الجندي المصري أعظم جندي في العالم، ويضرب لك استبيان يقول إن الطفل المصري أذكى طفل في العالم، ويضرب لك معلومة تقول إن المخابرات المصرية سابع أحسن مخابرات في العالم، ويضرب لك شائعة بتقول إن المصري معروف بجبروته، وإن شعارات بتقول الشعب هو مصدر السلطات.
وهكذا.. عشان.. كده رأيي إن جزء من الحل، هو إننا نستوعب عمق بحيرة ماء البطيخ اللي بنعوم فيها!