عشرة
لم تسقط يداي بعد يا أمي.
أشعر بأصابعي مثلجة فقط
يأمرني الطبيب أن أعد للرقم عشرة
قلت: سبعة
سبعة
رادفني ما السبعة؟
تلك السابعة لي تحت أثر الخدرز
ستبكيني أمي عند العاشرة.. لازال لدي وقت إذن
لن أبكيها اﻵن..
لازلت أشعر بالخدر في أناملي
لازلت أراه يبتسم ويتمتم.. عنيدة!
ستة
في السادسة أنا اﻵن.. أصرخ خلف باب الحمام المغلق
يتوه صوتي بين صخب الموسيقى ومقارعة الكؤوس
أزحف ورأسي معلقة أسفل الباب اللعين
أخرج منه حاملة رهاب اﻷبواب المغلقة وصخب الضحكات ورهبة مضاعفة أن أبكيك.
واحد
سقطت يداي..
أرى اﻵن وجه الضابط الذي صفعته يميني وأنا أسب رجولته
لحظة موت الجندي يوم الغضب
لا أرى يساري اﻵن يا أمي
قد حملتك بها يوم كدت أفقدك وأنا عالقة.. وحدي.
ثمانية
في الدقيقة الثامنة مرت ثماني أعوام وأنا صامتة كيلا أبكيك.
خمسة
أصابعها تلكمني في وجهي
تنعتني بالساقطة
لم أستطع أن أسبها
كنت منشغلة بانتشالها من السقوط
ثلاثة
أبناء رحمك نحن
تعاركنا في الثالث من يوليو المشئوم
أرى عينيك تستجدياني أن أصمت
أصمت.. حتى لا أبكيك يا أمي
أربعة
لا أرى اﻵن سوى وجهي \”سالم والنونو\”
أيام محمد محمود اﻷربعة اﻷولى
أحمل لهما الحجارة ويحمل أحدهما اﻵخر عشرات المرات كل يوم
نضحك على تناوبهما الموت كل مرة ولا يموتان
بين الدخان الكثيف ضحكنا.. والموت يعانق الحياة فينا
في اليوم الرابع أعابث سالم برش المحلول وهو يحمل النونو
\”المرة الجاية هارشك أنت يا نونو\”
لم يجب ولم ينظر سالم في عيني
احتضنت أذرعتنا اﻷربعة \”النونو\” ولم نبك عندها
ولم نضحك بعدها
تسعة
أجلس على المقهى
أرى سالم يمر
ينظر لي ولا يلق علي السلام
إثنان
أنا وأنا فقط من يدرك أن القوة تولد من رحم الضعف.