إسلام أحمد يكتب: لمن لا يهمه الأمر

 

المشير/عبد الفتاح السيسي.. أيام قليلة تفصلنا عن انقضاء السنة الأولي من رئاستك.. لا أخفيك سرا، فالأمر لا يحتمل الإخفاء أن أوضاع مصر التي ترأسها وتديرها منذ أن تقدمت الصفوف وسحبت البساط من الجميع وتصديت لحركة وثورة الشعب على نظام الإخوان الفاشل – سيئة للغاية.

لا تصدق الإحصاءات التي تصلك الآن بأن أكثر من 80% من الشعب راضون على آدائك أو غير ذلك.. أساسا 80% من شعب مصر الآن كما يقولون \”خلقهم بقى على طرف مناخيرهم\”.. لا يجرؤ أحد أن يسألهم عن رضا أو سخط.. لا تصدق لميس ولا أديب ولا الحسيني، وبالأحرى لا تصدق أحمد موسى، هذا إن كنت تشاهده أصلا، فاعلم أنك لا تحب أسلوبه وتجده مبالغا.

سيادة المشير لا تصدق إلا الشارع.. لا اعلم كيف ستصل له، فأنت كباقي رؤساء مصر بمجرد توليك الرئاسة انقطعت كل وسائل اتصالك بالشارع، لكني أجدك أسوأ حظا منهم، فيوم ما في عهد هؤلاء الرؤساء السابقين، كان يصل إليهم بعض من استياء الشارع وغضبه عن طريق بعض الوسائل الإعلامية \”المستقلة\” أو المعارضة، والتي لم تعد موجودة اليوم على الإطلاق.

اكتب إليك اليوم وأنا اعيش في عالم اليوتوبيا، واتخيل أنني مواطن له صوت يسمع وياخذ في الاعتبار.. اتخيل لو أن هذه الكلمات تقرأها الآن.

سيادة المشير:

الشعب المصري يعاني.. يعاني معاناة لا يمكن أن تتخيلها.. يعاني حتى يأكل ويشرب.. يعاني حتى يحصل على علاج.. يعاني حتى يتعلم، ويعاني للحصول على أبسط احتياجاته اليومية.

لا تصدق أن هذا إرث نظام مبارك الفاسد وسنوات مصر الانتقالية فقط.. لا، أنت ونظامك وحكومتك ممن اخترتهم بنفسك متورطين في هذه المعاناة، فحكومتك هي من اتخذت أكثر من قرار – بمباركتك- زاد من معاناة الشعب وفقره، فأنت من رفعت أسعار البنزين، الضرائب، الكهرباء، المياه، المواد الغذائية، وجميع السلع والخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن البسيط، والتي كان المواطن بالأساس يشتكي من أسعارها أيام نظام مبارك الفاسد، لكنك وكما يصفك بعض المواطنين \”جيت نشفتها ع الآخر\”.

فئات قليلة فقط الشعب يعلمها وأنت تعلمها، هي التي لا تعاني في عهدك، هي التي تضاعفت مرتباتها ومكافآتها.. وزارات و\”مؤسسات\” بعينها زادت ميزانياتها أضعاف وأضعاف، ولا يستطيع أحد أن يسأل لماذا، لا يستطيع أحد أن يراقب.. الشعب يشعر بالضيق لأنه يعلم أنه لو خطرت ببال سيادتك أو حكومتك فكرة جهنمية تحتاج إلى موارد، فستفحمنا بقرار جديد يزيد من معاناتنا كما عهدناك وعهدنا حكومتك، وبلا أي مراجعة أو رقابة أو اعتراض.. من يعترض يسجن ويشرد أطفاله.

أنت منفصل تماما عن الشعب.. وحدك اتخذت قرارات أثقلت على الشعب وزادت من معاناته.. باي حق؟ هل كان الشعب قد انتخبك ووقف وراءك لتزيد من معاناته وتسمع صوتك أنت فقط؟

ليل نهار.. خطابات ولقاءات على فضائياتك.. تتكلم عن مكافحة الإرهاب.. مكافحة الإرهاب.. الأمن والأمان.. الأمن والأمان.. الأمن والأمان.. فلا الارهاب توقف، ولا أمن ولا أمان في الشارع كما نحلم.. فقط  الشئ المادي الملموس هي المعاناة.

سيادة المشير.. لو أنك أو غيرك من الرؤساء  حاربت الفقر، لنجحت في مكافحة الجهل والإرهاب.. كيف لعائلة لا تجد قوت يومها ولا تتلقى تعليما محترما، ولا خدمات صحية بسيطة – أن يصبحوا بني آدمين أسوياء؟!

من الذي أخبر سيادتك أن الشعب سيصبر ويتحمل وينتظر.. إن الله سبحانه وتعالى له المثل الأعلى الذي أمرنا بالصبر على المصيبة والاحتساب.. من ضعف الإنسان هناك من يبتئس ويكفر به والعياذ بالله  بسبب الابتلاء.. فهل يصبر على ما تفعله أنت؟

سيادة المشير.. إعلامك.. نعم إعلامك واعلام حكومتك، فهو من يدافع عن قراراتك ويجملها ويدس السم في العسل للناس.. نعم إعلامك وإعلام حكومتك، لأنه ببساطة يبرر لك ولحكومتك. ما المصلحة في تبرير الأخطاء سوى الحفاظ على كراسي أشخاص بعينهم على حساب الشعب الغلبان.

الوقت يمر والظروف أمر وأمر.. كل يوم والحال أسوا.. لا تقدم ملحوظ ولا مأمول حتى.. وعدت شعبك بمليون وحدة سكنية.. وتوقف المشروع قبل أن ينفذ عشرة بالمائة من المليون.. كيف لنظام قوي مثل نظامك أعاد لمصر هيبتها – كما تقول الأستاذة لميس- أن يعلن عن مشروع قومي كهذا ليتوقف في أقل من سنة؟ كيف لنظام قوي كنظامك أن يتبنى خرافات كخرافة جهاز اللواء عبد العاطي، وتظهر سيادتك لتقول إنك بكيت من تأثرك بهذا الإنجاز العلمي العظيم، وهو ليس إلا خرافة كما اتضح؟!

أين الإنجاز الحقيقي الملموس؟ بلاها إنجازات، لكن اترك الشعب على حاله.. أنت لم تترك الشعب على حاله.. أنت قاسمته في قوت يومه ورفعت عليه أسعار احتياجاته اليومية، وتركته يعاني.. هذا هو العمل الوحيد المنجز حتى الآن.

ننتظر قناة السويس الجديدة، والتي سيتغنى بها الإعلام الفترة القادمة، لكن ماذا ستفعل قناة السويس؟ هل ستعيد الأوضاع الاقتصادية للمواطن على حالها؟ والله إن الشعب خائف من أن تزيد من المعاناة معاناة.

سيادة المشير.. في مثل هذه الأوقات، وفي الدول المحترمة، الرئيس يخضع لكشف حساب، بل ويحاسب، لكن اطمئن فنحن من دفع ويدفع وسيدفع لك الحساب كاملا.. ليس حبا فيك ولا في نظامك كما يظهر البعض ليتغنى ببيادتك، لكن بؤسا وغلبا ولا حول ولا قوة.. فكما أخبرتك.. من سيتكلم سيسجن ويُشرد أطفاله.

اليوم اتكلم وغدا ممكن أن يُشرد طفلي الرضيع.. فإن لم يشرد لأن أباه قال كلمة حق، فسيُشرد لأنه يوما وعلى هذه الوتيرة لن يجد سوى أكله وشربه بالكاد، فيوما ما لن استطيع أن أعالجه أو أعلمه.

سيادة المشير.. إن كنت على قناعة أن المواطن البسيط سعيد أو راض عن آدائك وستستمر في سياستك هذه، فمن الأفضل أن ترحل، لأني أشفق عليك أن يحاسبك الله على معاناتنا التي وضعتنا فيها، وبهذا الشكل ستزيدنا منها في المستقبل.

سيادة الرئيس.. اكتب إليك الآن ونحن في انتظار زيادة في أسعار البنزين والكهرباء والغاز والمياه للمرة الثانية في أقل من سنة.. أي بجاحة تلك؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top