كن كالشجرة المثمرة تخبطها بالطوبة فتنزل بلح \”حاجة كده\”.
اكتب طموحاتك وما تسعى إليه كل يوم.
تعالى تاني في الدور التحتاني.
فعل الأمر شئ رئيسي في حياتنا، وطبعا القيم العليا.. السمو العقلاني.. المثل الأعلى.. الفن الأخلاقي.. السلوك الجواني.. الطب الأفغانستاني.
عن نفسي أكره فكرة الفوقية والقولبة.. أكره فكرة حشو دماغنا بكل ما هو غير مؤثر بالمرة وفوي وعبثي، ومنعنا من خوض تجربتنا الحياتية بكل ما فيها من أخطاء.
الفكرة أنه لو كان كتاب \”كيف تصبح مليونيرا فى عشرة أيام\” كتابا مفيدا، كان لامؤاخذة – كاتب الكتاب – نفع نفسه وبقى مليونير هو راخر.
هناك فئة من الفنانين تتعامل مع الفن من هذا المنطلق الفوقي.. الفن الأخلاقي الحميد (زي الورم الحميد كده) الذي يهدف لإصلاح المجتمع والرقي بمشاعر الشعوب وتهذيب سلوك المواطنين الشرفاء.
نظرة فوقية عقيمة تتعامل مع الجمهور، وكأنه مجموعة من الأطفال يحتاجون للتربية والتهذيب من ناظر المدرسة اللي هو الفنان.. اللي طبعا بيفهم أكتر، بحكم إنه فنان وكده.
الفن في المطلق هو طاقة موجودة في عقل وجسد الفنان، لو لم تخرج تلك الطاقة، ستحوله لمجنون حتما أو تودي بحياته.. لا يوجد هدف للفن من وجه نظري.. هدفي الوحيد من الفن هو إفراغ تلك الطاقة التي تشعرني بالسعادة بعدها.
قد يختلف الجمهور على موهبتي.. قد يراني البعض موهوبة، وقد لا يطيق البعض رؤية وجهي أصلا – خصوصا أني شخصية رخمة في الحقيقة – هدفي هو إخراج الطاقة في شكل عمل فني.. والله لاقى عملي نجاحا كان بها.. أعجب به الجمهور خير وبركة، ولو لم يعجب أحدا ولم يعجبني أنا شخصيا مش مهم، على الأقل أفرغت طاقتي وشعرت بالانتشاء أثناء العمل.
شاهدت منذ فترة فيلما تسجيليا عن قصة حياة فريق شهير اسمه the temptations في نهاية الفيلم يصاب أحد أعضاء الفريق بمرض نادر في العظام، جعله عاجزا عن الحركة أو حتى الوقوف.. تشاجر معه أعضاء الفريق لإقناعه بالبقاء في المنزل بناء على رغبة الطبيب المعالج، كان يرد بأنه لا يغني من أجل المال أو الشهرة أو الجمهور.. هو يغني لنفسه.. لنفسه فقط.. الغناء كان يجعله حيا وأكثر مقاومة للمرض.
هناك الكثيرون يلومون على بعض الفنانين لظهورهم بشكل غير لائق في أواخر أيامهم.. ما لا يفهمه البعض أن هذا هو ما يبقيهم أحياء، بغض النظر عما يفعلون.. تلك هي السلوى الوحيدة لهم في الدنيا.
الفنان الأخلاقي هو من وضعنا في هذا المأزق، فأصبحنا ملامين طوال الوقت، وأصبح الجمهور في غاية القسوة في الأحكام الأخلاقية التي يصدرها ضدنا فيما يتعلق بكل الأمور الحياتية.
الخلاصة.. أن الموسيقي.. الممثل.. الكاتب، وبتاع التنمية البشرية، وبرامج التوك شو، وكتاب القراءة بتاع رابعة إبتدائى المليان بالحكم والأمثال.. كل دول مابيفهموش أكتر من الجمهور العادي، ومحدش بيفهم أكتر من حد في المطلق.. سيبوا كل واحد في حاله.. كل واحد له تجربة مختلفة هيخوضها وهيتخانق مع الدنيا من وجهه نظره.. ركز أنت بس مع نفسك، وكله هيبقى جميل.
ملحوظة مهمة: أنا بطلت امشي ورا الحكم والأمثال، من بعد حكمة أغسل إيدك قبل الأكل وبعده تسلم من الأمراض، وكطفلة هبلة مش فاهمة حاجة فعلا، بدأت التزم وأغسل أيدى قبل وبعد الأكل.. بعد الحمام.. قبل النوم وبعد فتح الباب، وجالى حصبة ألمانى وجفاف وتيفود وضغط وفيروس A وغيرهم من الأمراض المعدية، وكان فاضلي الإيدز وأقفل المجموعة.