ماجد عاطف يكتب: اذهب إليها

صديقي.. أنا مثلك ابغض النصائح، والكلام المكرر.. لم اهتم يوما بقراءة مواعظ وحكم الآخرين.. لم أجدها تنطبق عليّ، فأنا مثلك مختلف عنهم.

صديقي.. كلانا حكيم وذكاؤه سيمكنه من إدارة حياته، والأمور كما تعلم تحت السيطرة.. دوما هي تحت السيطرة.

لكني مثل من سبقوني، سأحدثك وأنت مثل من لحقوك تجاهلني وامضي قدما، حتى يأتي دورك لتجلس مكاني محدثا الوافدين، وثق أنهم كُثر.

مرتبط أنت.. تحبك هي؟

هل ساورك الشك أن علاقتك على مشارف الانهيار، وأن من تملكها اليوم، ستفتح عينك يوما لتجدها تخبرك بكلمة النهاية.

هل قلت \”تملكها\”؟!

هي \”شئ\” إذن.. هي موجودة.. من الموجودات.. أليس كذلك حدثتك نفسك؟  !

أتدرى كم قصة مرت أمامي.. نفس البدايات، ونفس النهايات!

يلتقي \”هو وهي\”.. في العمل، أو في مناسبة اجتماعية، أو حتى في فضاء الإنترنت الفسيح.. المكان لا يهم.. الحدث هنا هو البطل.

يحدث إنجذاب، فتبادل أرقام.. المكالمات تسفر عن لقاءات، والتشات يقرب المسافات.

سرعان ما يبدأ القلب في الخفقان، وكلمات الحب تطفو على السطح.. المشاعر متاججه، والارتباط نهاية سعيدة.

لكن النهايات كالمسافات.. نسبية ومتغيرة، وما كان نهاية بالبارحة، هو اليوم بدايه لشئ جديد.

علاقتكم مستقرة.. سعيد أنت.. لا تجبني.. اعرف أنك مطمئن، أو مستقر كعلاقتكم التي ما عادت وليدة.

الآن هي معك.. مضمونة، وما فائدة العناء فيما تحقق، فلتوفر طاقاتك لما هو أهم.. لا ليس الأهم، بل لنقل ما لم يتحقق بعد.

العمل.. النجاح.. الأنا.

أنت لم تخنها – أو ربما خنتها خيانات عابرة- لكن لنتبنى المسار الأنقى.. أنك لم تخنها، لكن.. لكنك تهملها.

هل تذكر آخر قبلة؟ هل تذكر آخر دعوة على العشاء؟ هل لاحظت أنها فقدت بعض من وزنها، أو صبغت شعرها؟ متى كانت آخر مرة نظرت في عينيها؟ هل مازالت تذكر كفيها؟ هل شعرها مازال يذكر أناملك، أم نساها كما نسيت أنت صاحبته؟ هل تذكر آخر مرة عاملتها كأنثى لا كشريكة أو رفيقة درب؟

لا يهم أن تتذكر، فأنت أكبر وأقدر على تجاوز الصغائر، وإن اشتكت لك منك، فصم أذنيك، وانفث دخان غضبك مع سجائرك، أو.. اقول لك: حولها لمعركة.. الصوت العالي دوما ينتصر، إن بكت، فهذا كاف لانتقالك من خانة العراك لخانة المصالحة، والتي قد تقودك لمضاجعة.. تريحك من عبء شهوتك التي تعطلك عن العمل والنجاح.. أليس النجاح هو سدرة المنتهى؟

سيمر الوقت.. لن تشعر أنت به، فمثلنا لا يشعر أبدا حين يجب الشعور، وستمضى غير مبال أو دار، وستستيقظ يوما على رسالة الرحيل.. حينها سيمر أمامك كل ما كان.. ستذكر ضحكتها.. ستفتقد دفئها.. ستندم، وستطلب الفرصة، ومن يدري.. قد تمنحها إياها أو لا؟

اذهب إلى فتاتك يا صديق.. اذهب قبل أن تذهب هي.. احتضنها علك تختصر المسافات.. إخبرها كم تحبها.. قولها قبل أن لا تجد الأذن التي تسمع.. اغتنم فرصة وجودك في جنة الصحبة، قبل أن تقاتل للعودة لها، وحينها من يدري؟ علها تقبلك أو تجد نفسك معلقا باستار أحزانك تبكي فراقها.. تشكى الوحشة والبعاد.. إخبرها كم تحبها.. فقط إخبرها.

افعلها قبل أن تجد نفسك جالسا تسأل نفسك: ما الوحدة؟ لتجيبك الجدران هامسة: \”إن الوحدة أن لا تجد من تخبره أنك وحيد\”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top