دنيا ماهر تكتب: فتبينوا.. عسى أن تكون إشاعة حب

يقولون يدخل دنيا، بمعنى يتزوج، ولو افترضنا الحب أساسا للزواج، يكون لنا في الحب حياة.. في الحب دنيا، فحين نحب؛ نتبنى وجهة نظر جديدة.. نرى أنفسنا والعالم ومن نحب بشكل جديد بحيث يصبح هناك حياة الحب وحياة ما قبل الحب.. الحب شعور معقد للغاية وغير معرف بوضوح، لكن الجميع يعرفه جيدا.. الحب مبهم بتناقض يدفعنا بعيدا عن أنفسنا في طريق يعلمنا الإيثار والرفق، وفي نفس الوقت يقودنا للتحري عن أنفسنا وارتياد مساحات الحقيقة فينا، والحقيقة هي هنا والآن.. حاضر يحتوي الماضي بسماح ولطافة ويستشرف الآتي بطاقة نجاة والكثير من حسن الظن الأقرب لسذاجة إيمان طفل بحوريته البحرية، ويهدينا الراحة ملفوحة بدهشة لا تنتهي ورغبة في الفُرجة ورغبة في المشاركة والكثير من المسؤلية.. قد يبدو الحب جنة، وقد يتحول إلى جحيم لو لم تستيقظ حواسنا وحساسيتنا لنستوعب الحدث الجلل بما يسمح لنا بالتفاعل المناسب.

لكن كيف نعرف أننا مغرمون؟ كيف نتأكد أن ما نشعر به ليس مجرد انجذاب أو إعجاب؟ ما هي علامات الحب الواضحة؟

سأسرد هنا بعض الأسئلة التي لو أجيب أغلبها بنعم سيكون احتمال وجود حب، كبيرا:

– حين تفكر في شخص ما حين تستيقظ، ويخطر على بالك قبل النوم أو حين تقلق في منتصف نومك ليلا.. حين ترى شيئا جميلا أو تسمع لحنا مبهجا أو تتناول وجبة شهية، تتمنى لو كان هذا الشخص بجانبك هنا والآن يشاركك تلك السعادة، لأن بغيابه كل سعادة تبدو ناقصة.. غالبا أنت واقع في غرام هذا الشخص.

– هل تتذكر تجاربك السابقة بخفة الآن؟ هل زال حقدك على حبيب سابق آلمك كثيرا؟ هل أصبحت أكثر تسامحا مع ذكرى شركاء حبك السابقين؟ حين تحب.. يفرز دماغك مواد تشيع في نفسك السعادة، وحين نكون سعداء نكون أكثر قوة لنتسامح ونغفر، كما أن جراحنا الماضية تبدو بعيدة وتملؤنا المشاعر الإيجابية.

– هل تحب نفسك وأنت مع هذا الإنسان؟ هل تشعر بالأمان لتتصرف بصدق وبلا إدعاء، وتشعر أنه يتقبلك بكمال نواقصك؟ هل تشعر أنك متألق لوجوده ويعلق الجميع على لمعة عيونك؟ هل يجعلك تشعر أن حياتك أجمل وتغمرك الطاقة؟ هل تحب قضاء الوقت معه وتنتظر موعده بشغف ولا تشعر بالخيبة إلا في لحظة الفراق؟ هذه علامة أخرى للوقوع في الحب.

– هل تتخيل مستقبلك متضمنا هذا الشخص؟ هل بدأت في التفكير كيف ستكون حياتكما المشتركة؟ هل تنظر لقطعة أثاث وتظن أن هذا الإنسان قد يحبها أو لا؟ حسنا ربما أنت واقع في الحب.

– هل ترى نواقصه ولا تزعجك، بل على العكس تراها لطيفة وتزيد من ظرفه؟ تلك اللدغة؟ إشارة اليد العصبية أو إعوجاج الأسنان.. هل تتذكرها وتبتسم؟

– هل هذا الشخص على قلبك زي العسل؟ تتوق لتقديم الخدمات له طوعا، وتحرص على إسعاده ولا تشعر بالإجهاد من تلبيتها؟ هل تشعر بمسؤلية إسعاده ولا يزعجك ذلك؟

– هل يضحكك؟ تبتسم حين تفكر به؟ تستمتع بقضاء الوقت معه وتتغير ملامحك وينبض قلبك أسرع حين تراه أو حين يتحدث عنه أحدهم أمامك؟ إذا كانت إجاباتك نعم فأنت واقع في الحب.

– هل تفعل مع هذا الشخص أشياء لم تجرؤ قبلا على فعلها؟ هل أنت مرتاح معه كفاية لتخرج من منطقة أمانك وراحتك لتجرب أشياء جديدة فقط لأنها تعجبه؟ هل ترتاح مع أصدقائه وتشعر بدعمه لك في المواقف الصعبة؟ هل تشعر بالأمان في وجوده وتشاركه نقاط ضعفك بأريحية؟ تستطيع أن تشاركه الصمت ولا تشعر بالملل؟

– هل تحب أن تأتمنه على أسرارك وأكثر أفكارك سرية؟ هل تحترم رأيه وتقدره؟ هل هو أول من يخطر في بالك لإستشارته في مشاكلك اليومية؟ هل تشعر أنه الملجأ والملاذ؟

– هل تود تعريفه على أصدقائك وعائلتك؟ هل تشعر بالفخر لوجوده في حياتك وبالإمتنان لمعرفته؟ هل تشعر أنك محظوظ به؟

– هل بدأت تشعر بالرعب من فكرة اختفائه من حياتك؟ هل أنت مستعد لتغيير حياتك لو احتجت للاحتفاظ به؟ هل أنت مستعد للتخلي عن بعض الأشياء والأنشطة والمساومة في قراراتك لتشمله؟

لو أجبت بنعم على أغلب تلك الأسئلة فأنت واقع في الحب وليست إشاعة، فلتشحذ حواسك وهمتك واستعد لخوض إحدى أهم وأخطر التجارب الإنسانية.. حظ سعيد.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top