يسرا الوكيل تكتب: لماذا تعامل المطلقة كعاهرة؟

قد يتم النظر إلى العنوان على أنه شيء صارخ وغير منطقي، لكن إلى متى سندفن رؤوسنا في الرمال؟

رغم أن التعاليم الدينية شرعت الطلاق واعتبرته حقا من حقوق الرجل، إلا أن المجتمع وضع في الغالب اللوم على المرأة في انهيار الأسرة، لأنها كان يجب عليها أن تصبر، لذلك تجد المرأة المطلقة نفسها تواجه سلسلة من المشكلات تتمثل في تغيير نظرة الآخرين لها كأنثى وامرأة فاشلة، مقيدة في حركاتها.. محسوبة خطواتها، وهي لا تستطيع أن تمحو الاسم الذي علق بها (مطلقه)، بكل ما تعنيه هذه الكلمة في عالمنا العربي، الذي يعد بمثابة إعدام لها واغتيال لسمعتها.

هناك الكثير من النساء اللواتي يعشن في بيوت أزواجهن، وحالهن كالمطلقات، وترضى الواحدة منهن على العيش بتلك الطريقة، فقط لأنها تخاف من نظرة العائلة والمجتمع، وأطفالها.. تخاف أن تصبح مطلقة.

وما يجبر العديد من النساء المتزوجات على تحمل ظلم أزواجهن، هو أبناؤهن، حيث يصبرن على الذل والضرب والتحقير وقلة القيمة، لكي لا يعيش بعيدا عن أولادها، وأيضا لأنها لا تريد أن ينادى لبناتها عندما يكبرن بـ \”يا بنات المطلقة\”، لأن ذلك قد يؤدي حسب العادات والتقاليد إلى عدم تقدم أحد الشباب لطلب الزواج من إحدى بناتها.

المجتمع ينظر للمرأة المطلقة نظرة قاسية، فيها الكثير من العتاب واللوم وقسوة المعاملة وقلة الاحترام، مما يجعلها أكثر عرضه للذئاب البشرية بحكم فقد عذريتها وحملها لقب مطلقة، وعدم تقبل المجتمع لهذه الحالة وسد كل باب قد يساعدها للخروج من الضغوط النفسية، مما يجعلها تشعر بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط والخوف من تكرار التجربة \”الزواج\”، فالمرأة لا تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن تصل إلى أشد حالات اليأس والفشل والألم، بعد حياة كانت مليئة بالظلم أو الشعور بالوحدة وفقد الحنان والحب.

الطلاق كقرار قد يؤثر في معظم النساء نفسيا لفترة من 6 شهور إلى سنتين، لتسعيد لياقتها النفسية، وهذا لا يمنع أن المرأة في هذه الفترة تكون متكيفة وظيفيا واجتماعيا، لكنها لاتزال تمر بمشاعر التغير الناتج عن ضغوط الطلاق، وأيضا هناك بعض النساء تمتد بهم المعاناة لسنوات دون ان يستعدن لياقتهن وتوازنهن النفسي، لأن المطلقة تعاني دائما داخل محيطها، سواء من أهلها أو من قبل الأقارب أو الجيران، وهناك من يسعون من أجل إقامة علاقة جنسية معها، ودائما ينظر إليها على أنها مستعدة لممارسة الدعارة، وأن حاجتها إلى المال تدفعها إلى ذلك، خاصة إذا كانت دون عمل، وعندما تحاول المرأة المطلقة الخروج إلى سوق العمل، فإنها قد تتعرض للتحرش من قبل رئيسها أو زملائها أحيانا، لأنها امرأة مطلقة ولا تمتلك عذريتها التي أثبتتها في زواجها الأول.

وهناك النساء المتزوجات اللواتي يعاملن المطلقة على أنها خاطفة رجال، فيخافون من أن تقوم المطلقة بخطف أزواجهن، فيقمن بتشويه سمعتها، ومنعها من دخول بيوتهن، فتبقى المطلقه حبيسة قبر لا تخرج منه، ولا يمكنها فيه سوى مزاولة حرية التنفس.

من حق المطلقة أن تتزوج، ونظرياً لديها فرصاً متساوية مع أي فتاة، لكن الواقع المجتمعي يقول غير ذلك، ففرصها معدودة على الأصابع، فقد تواجه المطلقة مشاكل كثيره في زواجها مرة أخرى، خصوصا إذا أرادت الزواج من شاب لم يسبق له تجربة الزواج، أو الزواج من مسن يحاول استرجاع مراهقته بفتاة، لو اتيحت لها الفرصة لنادته جدي أو أبي.

.الطلاق.. من أصعب المراحل التي تمر بها المرأة في حياتها، وتحتاج إلى دعم نفسى ومجتمعي يجعلها تنظر للحياة بإيجابية، وتصبح امرأه منتجه فاعلة صانعة للقرارات، فدعونا ننسى عبارات الاستغلال والعنف، ولنؤمن أنها إنسانة لها كيان ولديها حقوق، ولا تختلف عن أي فرد داخل مجتمعنا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top