خالد عبد الحميد يكتب: ثلاث رسائل إلى فرح

الرسالة الأولى:

عزيزتي فرح: النهاردة هحكيلك عن صاحبي أحمد ماهر الواد بتاع 6ابريل:

أول مرة أشوف أحمد كان في اجتماعات شباب من أجل التغيير في 2005 وكان دايما في ااجتماعات يقول إزاي لازم نوصل للناس ونتكلم لغة قريبة بلغتهم بعيدا عن التنظير وكلام اﻷيدلوجيا، وكنت دايما أبقى معجب بحماسه وأفكاره، ولما دخلت تنظيم اﻹشتراكيين الثوريين ما كنتش بجند حد للتنظيم، بس ماخبيش عليكي يا فروحة.. فيه اتنين بس حاولت أجندهم.. واحد اسمه محمد شفيق والتاني كان أحمد، وفشلت مع أحمد وبدأت صداقتنا تكبر شوية بشوية

ولما بدأت فكرة اضراب يوم 6 أبريل اللي دعا ليها عمال غزل المحلة، كان أحمد دايما يقابلني ويكلمني عن أفكار ليها علاقة إزاي نربط اليوم ده بمطالب الناس التانية، وإننا هننجح لو أقنعنا قطاع واسع من الناس بإنهم يضربوا هما كمان.

وبعد نجاح اليوم، اتفبض على أحمد، ولما خرج من أمن الدولة وبعتلي رسالة لسة محتفظ بيها على موبايلي نصها: \”أنا اتفشخت تعذيب\”، ونزلت قابلته واخدته للمستشفى، واتكلمنا كتير بعدها على انه ازاي يعدي المحنة ده وكمان إزاي يقدر يكمل وكمل وبدأ في تكوين شباب 6 أبريل.

ولما بدأت المشاكل توصل للمجموعة وبدأ التخوين ﻷحمد وأصدقائه، كنت دايما بادافع عنه أني باصدقه.

وعايز أحكي لك يا فرح عن مفارقة.. في مجموعة انشقت عن 6 أبريل وسموا نفسهم \”لم تمروا\”، على أساس إن أحمد بيروج لمشروع أمريكا والشرق اﻷوسط الكبير! على رأس المجموعة دي اتنين.. واحد فيهم من اللي أسسوا تمرد، والتاني من مؤيدي الشرعية وشباب ضد اﻹنقلاب وأحمد في السجن!

عارفة يا فرح أول مرة يتقبض على أحمد، قابلت مامته – ربنا يشفيها – قدام النيابة وقعدت تزعقلي عشان أنا ضيعت مستقبله ووديته في داهية! وخرج أحمد بعديها وعزمني على فرحه ومامته كانت فرحانة بيا جدا وكانت مصرة تدورلي على عروسة.

اختلفت كتير مع أحمد حوالين مواقف في السياسة وحوالين تكتيكات في الشغل وطريقة شغل 6 أبريل، بس هافضل أحبه وأحب شباب 6 أبريل.

بكتب لك الرسالة دي، وأحمد مضرب عن الطعام جوة السجن، ومفيش ناس كتير بتتكلم عنه، عشان مش عايزين يوجعوا دماغهم بعلاقتهم بـ 6 أبريل أو عشان مش بيحبوهم.. بكتب لك عشان أقولك إني باحب أحمد ماهر وباحب 6 أبريل.

 

الرسالة الثانية:

عزيزتي فرح: النهاردة هاحكي لك عن عمو سيف.. يمكن هاتقري اسمه في الكتب أحمد سيف الإسلام عبدالفتاح حمد، بس إحنا بنقوله سيف.. مرة اتقبض عليا في إحدى المظاهرات، ولما نزلنا النيابة.. اتفق المحامين مع رئيس النيابة إن كل متهم هايحضر معاه اتنين محامين، ولما ابتدا التحقيق ودخلت.. عمو سيف راح لوكيل النيابة وقاله: المتهم ده بيذاكر قانون معانا من غير ما يبقى في كلية حقوق، وفيه محامين كتير عايزين يحضروا معاه، فاسمح لنا بوجود عدد أكتر، وبرضه محدش هيتكلم غير اللي انت تسمحله.

فرد وكيل النيابة: ماشي يا أستاذ سيف، وبعدين طلبت من وكيل النيابة إني أكلم أهلي أطمنهم، فوافق وعمو سيف إداني تلفونه وكلمت جدّك وستّك في التلفون وطمنتهم.

وفي كل مرة كنت أروح أقعد معاه في مركز هشام مبارك، يقول لي: ياللا ننم على اليسار، فاقول له: يبقى أعمل لك كوباية شاي وبعدين نحكي عن اليسار وتنظيماته، وطبعا كوباية الشاي دي بتبقى أربعة خمسة، ويقولي إزاي ما بتشربشي شاي.. إنت فايتك حاجات كتير على فكرة.

في يوم 28 يناير 2011 كنت بايت في هشام مبارك، واللي صحاني عمو سيف وقالي: يلا نفطر ونشرب شاي عشان قدّامنا يوم طويل، وقد كان يوما طويلا.. نادي علينا وإسود على غربان بلدنا.

ملاحظةهامة: طبعا هسيبك تختاري حاجات كتير.. بس مش هاسمح لك تطلعي زملكاوية يا فرح.. عشان أنا وعمو سيف بنحب الأهلي كتير.

الرسالة الثالثة:

عزيزتي فرح: هاحكي لك النهاردة عن حدوتة الشاطر حسن.. اللي حكى ﻷبوكي الحدوتة دي، حكاها له مرة إن كان الشاطر حسن ده بطل بيساعد الغلابة وبياخد من اﻷغنياء فلوسهم الزيادة ويوزعها على المحتاجين، والحدوتة التانية إنه كان فقير وحب أميرة وفي نهاية الحدوتة خطف الشاطر حسن حبيبته على ضهر الحصان واتجوزها وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات.

النهاردة.. أبوكي عايز يحكي لك عن الشاطر حسن بتاعه وبتاع صحابه وصاحباته.. شاطرنا يا فروحة الحلوة واد حليوة اسمه علاء.. هاتسمعي عنه مرة إن اسمه علاء سيف ومرة تانية اسمه علاء عبد الفتاح.

أبوكي عن نفسه بيحب يقول علاء سيف.

شاطرنا يا حلوة حليوة شكلا ومضمونا، بيقولوا عليه ودايما بيسألوا بيشتغل إيه!

شاطرنا بيشتغل مطور برمجيات.. برامج مفتوحة المصدر.. يعني بيساعد الناس ضد اللي بيحتكروا برامج التكنولوجيا، وبالمناسبة هو شاطر أوي في شغلته ومن المعروفين على مستوى العالم في مجاله.

شاطرنا يا فروحة رد سجون ورغم الزنزانة والقهر، إلا إنه بيناضل عشان الحرية.. الحرية اللي أكيد في نهاية الحدوتة هي اللي هتخطف شاطرنا على ضهر حصانها اﻷبيض وتوصله ﻹخواته وأمه ومراته وابنه عشان يكملوا فرحتهم اللي ناقصاهم.

باحكي لك عن شاطرنا النهاردة عشان عيد ميلاده، وكل سنة والشاطر علاء طيب وبخير وكل سنة ومنال وخالد – مراته وابنه – طيبين وبخير وكل سنة وليلى سويف – أمه – طيبة وبخير وكل سنة ومنى وسناء – اخواته- طيبين وبخير.. وألف سلام لروح أبو الشاطر عمنا أحمد سيف اللي هتلاقي من أجمل صورك في عيد ميلادك هي صورته

عزيزتي فرح.. لسة ما خلصتش الحدوتة والشاطر علاء محبوس.. بس هييجي الحصان اﻷبيض ولو بعد حين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top