كنت اتصفح إحدى الصحف المتخصصة فقط في الإعلانات، ولفت انتباهي الإعلانات الخاصة بالزواج، ومع التدقيق والتفحص قليلا، وجدت ان أغلب المواصفات المطلوبة للعروس، إن لم تكن أغلبها، لا تشترط أن تكون آنسة أو أرمله أو مطلقة، لكن الشرط الغالب على الطلبات، أن تكون بيضاء طويله ممشوقه القوام!
تعجبت كثيرا من الفكرة نفسها، وتعجبت أكثر من رجل لا يتمنى شيء في شريكة حياته غير لون بشرتها، مع عدم الأخذ في الاعتبار أنها من الممكن أن تكون السمراء زوجة جميلة، وأن تكون القصيرة أم مثالية، وغير الممشوقه زوجة مخلصة محبة لزوجها، لكن لم اتوقف كتيرا عند هذه الإعلانات، واستكملت تصفحي للجريدة، لاتوقف للمرة الثانية عند إعلانات السكرتيرات، لأجد كل الإعلانات كالآتي: \”مطلوب سكرتيره بيضاء طويله ممشوقه القوام لا يشترط مؤهلها الدراسي \”!
لم اكن اتخيل في يوم من الأيام أن اقرأ عن وظيفة، تشترط شكلا فقط، ولا تشترط شهادات بعينها أو تخصصات أو خبرة مثلا!
ولكن ربطت بين إعلانات الزواج وإعلانات السكرتيرة، وتساءلت: هل من المعقول أن البعض مازال لا يرى ففي المرأه شيئا غير شكلها الخارجي فقط؟! أين عقل المرأه وثقافتها والشهادات التي قضت عمرها في دراستها؟!
وما هي من الأساس طبيعة وظيفة السكرتيرة الحقيقية، ولماذا لا يطلب سكرتير رجل مثلا ليؤدي نفس الدور الوظيفي؟!
لماذا أيضا يبحث الرجل الشرقي الأسمر القصير غير متناسق القوام عن الصاروخ؟!
عزيزي الرجل.. إن المرأة لها دور كبير وعظيم في المجتمع مثلك تماما، لا يتوقف دورها فقط على إنجاب الاطفال والاستمتاع بشكلها الجميل، فهناك دول كثيرة في العالم تتزعمها امرأة، وهناك سيدات حققن مراكز علمية متقدمة لم تستطع أنت من تحقيقها.. هناك الطبيبة والمهندسة والوزيرة ورائدة الفضاء.
المرأة هي أمك واختك وابنتك وزوجتك، لو أردت من تشاركك الحياة وتحمل همك وتكون خير صديقه بعقلها وحبها لك.
عزيزي الرجل: بص على قدك.
عزيزي الرجل: اتق الله.