أميرة حسن الدسوقي تكتب: طفولة مشردة.. للجنسين

أكاد أن اجزم أن 70 % من المشاكل التي واجهتني في حياتي، كانت لأنني عشت طفولة غير طبيعية بالمرة، حيث نشأت وترعرعت وحيدة مع أخ أكبر مني بست سنوات، وثلاثة من أولاد الخال شبه المقيمين في بيتنا، إلى جانب أخين أصدقاء لأخي، كانوا بمثابة أخوة لي.. ستة من \”الصبيان\”، كنت أنا سابعهم، والأصغر منهم جميعا.. كنت اخوض تجاربهم، والعب ألعابهم.. احفظ ألفاظهم حتى أصبحت واحدا منهم، العب \”الأتاري\” لعبة \”العربيات\” وعلى البسطة العب معهم \”صده رده\” بكرة القدم، ثم نختلق شجارا ونضرب بعضنا البعض جميعا.. كان من الطبيعي أن اميل إلى صداقات \”الصبيان\” بمرور الوقت.

وذاد الطينة بلة أن أمي كانت تعمل كمديرة لإدارة الشباب بمركز شباب حدائق القبة، حيث نشأت.

وكلما كبرت، ولأن اسرتي تتفهم ذلك ولا تمانعه، يصير لدي الكثير من الأصدقاء الرجال، مقارنة بعدد الصداقات التي تصمد من البنات اللاتي لا يحتملن طبيعة تصرفاتي التي لا تشبههن، وعلى الرغم من أني اعاني بسبب هذه المشكلة كثيرا سواء في علاقاتي الاجتماعية أو العاطفية، إلا أنني لم اجد تربيتي وسط هؤلاء الصبيان شيئا مزعجا، لقد استمعت بهذا الجزء، وحتى الآن لا تزال جلسات الرجال ملائمة لي أكثر من البنات، ولكن ما آراه -حرفيا- \”فشخ\” طفولتي بشكل كامل، بغض النظر عن أني فتاة أو ولد، هي حادثة أليمة وقعت لي و انا في \”رابعة ابتدائي\”، حيث دار شغفي في هذا التوقيت عن الشيء الذي يخفيه أخي في دولابه دون أن يشركني فيه، ونحن نتشارك كل شيء، وكل شيء نفعله سوا، فما هذا الشيء الذي قد يخفيه عني؟ كاد أن يصبني هذا بالجنون.

حتى جاء اليوم، وعدت يومها من المدرسة باكرا عن موعد رجوعه، وكانت أمي تطهو بالمطبخ، فتشت في ثيابه فوجدت شريط فيديو، مكتوب عليه بالانجليزية كلمة \”مخدتهاش\” في المدرسة، ولكني اعلم كيف اقوم بتشتغل هذا، حيث علمتني أمي أن اقوم بتشغيل شرائط الكارتون التي كان يجلبها أبي من السعودية.. المهم، وضعت الشريط، وكان فيلم \”بورن\”.

بالنسبة لطفلة في هذا السن.. آخر شيء كنت احتاج أن افهمه هو الجنس، ولو اضطرتني الأمور إلى أن اعلم عنه – بالطبع- تلك ليست الطريقة المثالية. جلست اشاهد بدهشة شديدة ما يحدث، وأكثر سؤال كان يدور في ذهني في تلك اللحظة، متجاهلة تماما فكرة أنهم عراة، أو غرائبية العملية بأكملها وكيف تبدو ساذجة ومضحكة بالنسبة لشخص لم يمتلك غريزة واضحة بعد، إلا أن سؤالا واحدا فقط هو الذي سيطر علي قبل أن ابدأ بالضحك الهستيري: \”هما مبسوطين ولا زعلانين؟\”، إلىأن خرجت أمي من المطبخ، لتجد هذا المنظر الذي لم تره في أبشع كوابيسها.. طفلتها تشاهد أفلام بورن وتضحك! وهذا اليوم بالنبسة لي – ولأمي أيضاً- كان بداية لحياة حافلة من المشاهد الأكثر غرائبية من هذا المشهد.

ps: الفيلم  كان اسمه Hospital.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top