منذ ما يزيد على العام بقليل كتبت هنا مقالا بعنوان \”لن تمروا\”.
في مثل هذه الأيام كان قد صدر لي أمر ضبط وإحضار اتهمت فيه بدزينة اتهامات منها أني أروج شائعات كاذبة عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير.
وفور علمي بذلك جلست إلى مكتبي وكتب مقالي المشار إليه.
كنا في أشد لحظات إحباطنا وغضبنا من مجرد تفكير كائنا من كان في التخلي عن أرض مصرية، بل ومطاردة من يحاولون الدفاع عنها!
قبض على المئات. اقتحمت نقابة الصحفيين وتم القبض على اثنين من أعضائها وإحالة نقيب الصحفيين وعضوي مجلس النقابة للمحاكمة الجنائية وأغلق محيط النقابة وتوالت القضايا في المحافظات المختلفة ضد من يدافعون عن مصرية الجزيرتين. وكشرت لنا السلطة عن أنيابها بل وأنشبت مخالبها فينا.
وقضينا بالسجون مددا مختلفة تتراوح من أيام لأشهر. وتكبدنا مرارة السجن في أوضاع مزرية وتكبدنا ملايين الجنيهات علي هيئة غرامات وكفالات لتحرير أبطال الدفاع عن الأرض.
لكننا كُثر، وجذوة ثورتنا لم ولن يستطيع كائنا من كان إطفائها. تصميمنا على العيش في وطن عزيز أقوى من أي بطش مهما بلغت درجاته.
وخاض بقية رفاقنا جزءا من المعركة في غيبتنا. واستبسلوا فيه. ولم نفقد إيماننا لحظة بأن النصر حليفنا في معركة نحن فيها على الحق المبين. وأظهرنا للشعب المصري على رؤوس الأشهاد ما يؤيد صحة ما اتهمنا بترديده على أنه شائعات مغرضة.
وتوج نضالنا بحكم من واحدة من أعلى ثلاثة محاكم في البلاد بأن مصرية الجزيرتين مقطوع بها. وأجبرنا تلك الحكومة التي مرّرت مئات القوانين والتشريعات في لمح البصر أيا كانت درجة معارضتها على أن تتراجع عن موقفها وإن عادوا عدنا.
لمدة عام نجحنا في الحفاظ على أرضنا وكرامتنا وتاريخنا وشرف العسكرية المصرية التي لم تكن أبدا قوة عدوان، بل خاضت حروبها بشرف وكرامة دفاعا عن أرضنا وكرامتنا. وأخرجنا للنور ووثقنا وحفظنا جزءا عزيزا من وثائقنا التاريخية التي تثبت أن أبناء هذا الوطن أبدا لم ولن يفرطوا في ذرة من ترابه ولم يتوانوا في الدفاع عنها. ووفينا بقسمنا وما زال في جعبتنا الكثير وما زلنا لكم بالمرصاد في ساحات القضاء وفي ساحات التاريخ وفي كل بيت خرج منه فتى عاد شهيدا. وأثبتنا أن كلمة الشعب المصري هي العليا. ووفينا بقسمنا ولم تمروا.