لم يتوقع ملك مصر العظيم رمسيس الثانى أن يستيقظ ذات يوم على سكينة لودر على رقبته تحت رعاية المنوط به حماية الآثار.
أمس، تابع العالم من خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الآثار بالمطرية، ليشهد العالم على جهلنا وأننا لا نستحق هذه الحضارة.
المؤسف أن المشهد كان على رأسه وزير الآثار!
هناك خطوات علمية لرفع الأثر من موقعه.
أولا: يتم شفط المياه بموتور حتى يجف الموقع ويتم الحفر يدويا بشكل علمى، ورفع الطبقات طبقة طبقة، وتسجيل كل الخطوات حتى يظهر التمثال ويبدأ التنظيف حوله تماما حتى يمكن التعامل معه من الجوانب وتغطيته بالفلين والإسفنج حتى لا يتم خدشه ويتم لف الحبال على الفلين ورفعه بالرافعة، قد يستغرق شهرا أو أكثر، لكن المشهد الأول أن أرى التمثال فى موقعه.
ولكن ككل المشروعات التى تفتتح أمام الكاميرات ولا تمس المواطن فى شيء ولكنها تأتي لامتصاص الرأي العام ولفت الانتباه لإنجازات وهمية.
فرح الوزير بالكشف الذي بدأ يظهر، ويبدو أنه أراد أن يرتدى قبعة الدكتور زاهى حواس فى افتتاح المقابر أمام الكاميرات. الفرق، أن زاهى حواس أثرى، ود. خالد العنانى أكاديمي لم يتعامل مع الآثار إلا من خلال الكتب والمقالات.
الحقيقة أنني تألمت لأن هذا المشهد أجاب على سؤال حيرني.. إننى كنت كالفلاح الفصيح اكتب له مباشرة كل شهرين من مايو الماضى، استغيث به من مافيا المحاجر التى تتعدى على دهشور وتدمر الموقع الأثري بالمعدات الثقيله واللوادر، وأرجوه أن يأتي للمنطقة للوقوف على الأزمة، حتى استيقظت اليوم وهو يتابع بشغف اللودر وهو يذبح ملكا عظيما. مشهد يعكس إلى أي منحنى وصلنا فى التعامل مع عطايا أجدادنا!