مما لا شك فيه أنني لست أول من يتساءل: لماذا ترتدي الفنانة هيفاء وهبي الفستان الأزرق؟! بل من المؤكد أنني لست الوحيد الذي حيره هذا السؤال، لكن دعونا نفكر يا حضرات بتعمق أكثر فيما بعد ذلك، هل حقا اللون الأزرق يخطف الفساتين أم أن الفستان كان رائعًا ليس للونه بل لتصميمه المدهش مع ارتدائه لجسد يقّدر مثل هذه الفساتين؟
كل هذه تساؤلات ليست لها إجابات واضحة.. سأكون كاذبًا إذا قلت إنني أعرف وأنت أيضًا، فليس هناك وصف آخر إذا ادعينا ذلك.
أحب أن أنظر للأمور بطريقة أخرى، فإن الحياة ليست سوداء أو بيضاء كما نشاهدها في التلفاز أو في حكم العروض المسرحية المبتذلة.. نعم إنها ليست بهذه الطريقة، فلِمَ لا نأخذ هذا الموضوع من زاوية أخرى؟ ألم يلحظ أحدكم أن السماء زرقاء رغم أن الأرض ليست كذلك، ولكن إذا تمعنا في البحار والمحيطات من الأعلى، سوف نلاحظ أيضا أنها تتحلى بالأزرق!
سيدي القارئ، دعني أسألك الآن: هل تستطيع أن تلمس اللون الأزرق في السماء أو البحار؟ تلمسه؟ تشربه أو تأكله؟ بالطبع لا، وأنا كذلك ومن يقنعك أنه يستطيع فهو مثله كمثل مسيلمة الكذاب.
فقط الآن تستطيع أن ترى الحكمة في اللون الأزرق لأنه بكل بساطة لون جميل، لكن الجمال وحده ليس سببا كافيا، فها هنا كان إبداع الفنانة هيفاء في وضع لمستها السحرية لاختيارها للخامة التي كانت تميز الفستان مع القليل من الزخارف التي تناسب موضة العصر.
أعلم أن الكثير سيشكك في هذا الأمر لكنها الحقيقة، أأسف للذين فقدوا ثقتهم بالفنانين بسبب استسهالهم في اختيار الفساتين وألوانها، لكن الفنانة هيفاء ليست كذلك، فالآن الإنترنت يستطيع تسهيل التأكد من المعلومة.
في نهاية مقالي أحب أن أذكر كلمات والدي في صغري: \”اللون الأزرق حلو كده وتحسه مش زي بقية الألوان\”
اليوم فقط أنا أفهمك يا أبي وأستطيع ان أقول: لك لقد تعلمت الدرس مؤخرا وأتمنى من الأجيال القادمة أن يتحلوا بالتفكر حول ألوان فساتين الفنانين ولا يكتفوا بتعليقات الإعجاب أو الإساءة.