ماجدة خير الله تكتب: (ALLIED).. قصته اتهرست مليون مرة.. لكن مش دي المشكلة!


كثيرًا ما تصادف فتاة تتمتع بملامح جميلة كل على حدة، ولكن رغم ذلك لا يمكن اعتبارها ضمن الجميلات، بل هى أقل سحرًا وجمالًا من أُخرى تبتعد بعض ملامحها عن المواصفات المثالية! وهكذا يمكن وصف فيلم ALLIED الذى أخرجه \”روبرت زيميكس\” الذى يكفى أن تتذكر له أفلام \”فوريست جامب\” وثلاثيه \”العودة للمستقبل\” و\”الموت حليفها\” و\”من وضع الأرنب روجر في إطار؟\”

كتب قصة الفيلم ستيفين نايت، أما البطولة فهى للسوبر ستار الأمريكى براد بيت، وللفرنسية الفاتنة الفائزة بالأوسكار ماريون كوتيار، تدور أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الثانية وسيطرة النازية على أوروبا، حيث يهبط الطيار الكندى ماكس فاتان \”براد بيت\”، فى منطقة من صحراء المغرب، وتستقبله سيارة يقودها شخص من أبناء البلدة، يعطيه عدة تعلميات، أهمها أنه سوف يذهب إلى حفل سوف يلتقى فيه بامرأة فرنسية جميلة هى ماريان أو \”ماريون كوتيار\” التى من المفترض أنها زوجته، وزميلته فى عملية اغتيال ضابط نازى يعدان لها، ورغم أجواء التوتر المتوقعة، والخوف من افتضاح أمر كل من ماكس وفاتان، وخاصة أنهما يتعرضان للمراقبة من الجيران الألمان، ويضطران أن يظهرا دائما فى صورة الزوجين العاشقين، إلا أن توقعك للأحداث يفسد حالة الترقب أو التوتر المفترض أن تصاحب مثل هذه النوعية من الأفلام القائمة على حكايات الجاسوسية، والتوقع ليس لشدة ذكاء المتلقى، ولكن لأن هذه النوعيه من الأفلام \”إتهرست \” مليون مرة قبل كده، وتستطيع أن تقول إن زمن عرض الفيلم الذى يصل إلى ساعتين وأربع دقائق، ليس فيه لحظات توتر أو ترقب إلا فى الفصل الأخير الذى لا يزيد عن عشرين دقيقة، قبل ذلك لن تندهش عندما تعرف أن ماكس وماريان بعد انتهاء مهمتهما بنجاح قد تزوجا فعلا وأنجبا طفلة جميلة، وذهبا للمعيشة فى لندن، أما المفاجأه التى تقتحم حياة ماكس \”براد بيت\” فتحدث عندما يتم استدعائه وإبلاغه بأنه بجمع المعلومات، تم اكتشاف أن زوجته جاسوسة ألمانيه، أما العميلة التى كان من المفترض أن تكون زميلته فى عملية الاغتيال، فقد تم اكتشاف أمرها ومن ثم إعدامها من قبل قوات النازية! وطبعا تميد الأرض من تحت قدمى ماكس \”براد بيت\”، فقد أصبح عليه أن يقتل المرأة التى يعشقها، وقد أصبحت زوجته وأم طفلته، لو ثبت حقا أنها جاسوسة ألمانية وإلا يتم إعدامهما معًا!

طبعا الموقف صعب ومُرتبك ومُلتبس ويمكن أن يؤدى إلى وقف نبضات القلب من التوتر، وطبعا فرق كبير أن يؤدى الممثل تلك المشاعر وكأن شيئا لم يكن بما أنه جاسوس مدرب على القدرة على إخفاء ردود فعله، وبين أن الممثل يفشل فى توصيل توتره للمتفرج، لأن وجهه أصبح لا يحمل أى إنفعلات بعد أن تم مسح كل تفاصيل ملامحه بحقن البوتيكس المدمرة، فيتحول وجه براد بيت إلى تمثال شمع، حتى فى أهم اللحظات والمواقف التى تحتاج إلى إنفعال.

أما ماريون كوتيار فقد كانت رائعة فى معظم الحالات، ونستطيع بدون تعسف أن نؤكد أن الفيلم محبط للغاية، ولا يضُم أى مشاهد تتفق مع قيمة المخرج وتاريخه.

من المحتمل أن يحصل ALLIED على ترشيح للأوسكار عن الملابس، ولكن ينافسه فى ذلك عدة أفلام أكثر منه أهمية.

وكان براد بيت قد أعلن فى فترة سابقة أنه سوف يتوقف عن التمثيل عندما يبلغ الخمسين من عمره ويتفرغ للانتاج وربما يجرب حظه فى الإخراج، ولكنه قد وصل إلى الثانية والخمسين ولم يتوقف عن التمثيل، ولم تكن سنوات عمره هى المشكلة، فإن هناك من النجوم من تخطى الستين والسبعين ولا يزال يتمتع بالألق الفنى والحضور الطاغى، ولكن أزمة براد بيت أنه أراد أن يظل الفتى الوسيم فخسر قدراته كممثل، وإذا كان قد أخفق سابقا فى بعض تجاربه السينمائية مثل \”المكسيكى\” و\”بجانب البحر\”، فإن فيلم \” حليف\” ALLIED هو الأكثر فشلًا وإخفاقًا في تاريخ براد بيت الفنى!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top