(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون) ﴿٢١﴾الروم.
لم تذكر المودة والرحمة في علاقة ما مثل الزواج. علاقة وطيدة يجب أن يسعى طرفيها إلى تبادل أجمل إحساس وأرق شعور. علاقة يتوجها الحب ويحافظ على استمراريتها كل من المودة والرحمة.
القسوة، العنف، التعنت، التسلط، فرض الرأي.. كلها أفعال لا تمت لهذا الرباط الموقر بصلة، بل إن تواجد أي منها يؤدي إلى انهيار هذا الكيان المقدس.
ومن هنا فينبغي توفير المناخ الملائم لازدهار المودة والرحمة في الزواج وذلك بتحقق العديد من العوامل والتي من أهمها:
1- المرونة في التعامل.
2- التفاهم عند حل المشكلات
3- تذليل الصعاب الحياتية أمام الشريك.
4- إجادة فن الإصغاء للطرف الآخر
5- عدم التشبث برأي ما دون تقبل مناقشة الآخر.
6- محاولة الوصول إلى حل وسط يرضي الطرفين.
7- الصبر على السمات السلبية في الطرف الآخر.
8- إبداء روح التعاون والمشاركة في الحياة الأسرية
9- العطاء دونما انتظار مقابل
10- عدم البخل في إبداء المشاعر والعواطف تجاه الآخر.
ولكي تؤتي هذه العوامل ثمارها في بلورة المودة والرحمة في العلاقة الزوجية يجب أن يلتزم بها كل من الزوج والزوجة بقدر متوازن. أي لا يتقيد بها طرف ما. بينما الطرف الآخر يحيا على عطاء وتضحية شريكه دونما أقل استعداد لتقديم التنازلات وإبداء القدرة على التعاون لاستمرار الحياة. وإنقاذ العلاقة الزوجية من الانهيار.
ولقد كانت لي تجربة شخصية لن أخوض في تفاصيلها المريرة، ولكن أكتفي بالقول إن ما أكتبه نابعا عن حقائق عشتها. وسنوات عجاف تحملتها مع شخص لا يقدر الحياة الزوجية ولا يثمن العواطف ولا العلاقات الإنسانية ولا القيم الروحية. شخص يأخذ فقط ولا يعرف العطاء مكانا في قاموس أنانيته.
لذا فإنني أهيب بكل زوج وبدون تحامل، لأن الزوج هو ربان السفينة وقائد المسيرة. أقول له: تحمل المسؤولية.. كن جزءا لا يتجزأ من حياة أسرتك الصغيرة. لا تبخل بمشاعرك. فذاك أسوأ من البخل بالمادة. كن مستعدا للعطاء لا الأخذ فقط. تعلم مبادئ التضحية. لا تكن أنانيا. فكر في الطرف الآخر. مطالبه. رغباته. احتياجاته. استمع. ثم استمع دون تذمر أو تشبث برأيك. وأهم من ذلك: اقتد بهدي الحبيب المصطفى في التعامل مع زوجاته.
الحياة الزوجية –كما أؤمن بها- رائعة بكل ثناياها وتفاصيلها، ودقائقها، ولكن يلزمها العتاد.. عتاد من نوع خاص يكمن في الألفة. التفاهم. العطاء. التعاون من كلا الطرفين حتى تؤتي هذه العلاقة الراقية ثمارها. وتضفي بهجتها على طرفيها.
وأخيرا، أرفع قبعتي احتراما لنماذج مشرفة من الأزواج، يقدرون الحياة الزوجية ويقيمون أسسها على المودة والرحمة التي أمر بها الله في كتابه الكريم.. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيحسنون العمل.