حقا لا أعلم ما المعجزة التي ننعم بها، أو البركات التي تحل علينا من وراء الزواج؟
لِمّ هو مهم للغاية؟! حياة هو أو موت؟!
لِمّ يأخذ حيزا ثابتا ضمن الخطط المستقبلية، وكأنه غاية أو إنجاز نبلغه؟! بينما هو مجرد علاقة اجتماعية كالأمومة والعمومة ونحوهما.
هل سُئل أحدا يوما عما إن كان يملك أما أو أبا، وإن لم يكن فهو هالك على سبيل المثال؟
رغم أن العلاقات هذه قد تتربع على عرش متطلبات الحياة الطبيعية، بينما الزواج لا يفعل، تراهم سرعان ما يبحثون في أصابع يديك عن خاتم تثبت به أنك مرغوب بحسب وجهة نظرهم.
وبنفس السرعة يبدأون في إطلاق الأحكام البالية، وكأنه لا يكفيهم الفخ الذي سقطوا فيه، يجب أن تسقط معهم أيضا.
ربما لا أحارب الزواج بذاته؛ فهو شراكة جميلة في الحياة.. حربي ضد من جعلوه كالهواء ناقصين من دونه، أو ربما حربي على الزواج في هذه الأزمنة المتحررة التي لا نحتاج فيها أحدا، بل نسعى للوحدة هروبا من آلام العالم وأقدار الحياة، أسعى لإثبات أن باستطاعتي الاختيار، وبمقدوري التنفيذ.
لا أريد أبدا من يضيق الخناق حول عنقي.. لا أحب أن أتحرر من سجن لأترحل للآخر.
من لم يتزوج بعد فقد نجا من مصير محتوم، ومن فعل فحاول أن تديره كمنظمة حكومية.
أما من لن يتزوج، فهو شخص ذو أهداف، ذو تطلعات أكبر من العثور على من يشاركه سريره، هو إنسان يريد أن يرى نفسه من خلال الحياة، أو ربما يرى الحياة من خلاله.
هناك خطط أكبر من الزواج، أحلام تتعدى حدود البشر، نظريات \”من وقعوا في الفخ\”، وحرية حتى الموت.
لن أتخلى عن عاداتي الخاصة حتى وإن وجدت من يشاركني بها، فهي ملكي أنا فقط، أحلامي أنا المسؤولة عنها، أنا من أحققها أو ألغيها، لن أتخلى عن مساحة ملكي بالكامل، لن أتخلى عن مساحتي الشخصية، لن أُكره على شيء من أجل لا شيء، الدنيا زائلة وقصيرة، سأُسأل عما أفعله، وهذا كافٍ وزيادة، لن أُسأل عن عدم استقامة شخص آخر.
وبالنسبة للجنس الآخر، من يريد أن يكمل نصف دينه، أتم النصف الأول أولا، ولا تستعجل جحيمك.
الزواج جنة باديء ذي بدء، شأنه شأن كل شيء آخر، ثم يصبح بلاء لا نعرف ماهيته، ادرس الأمر من جميع جوانبه، وإن فعلت ولا زلت تومئ بالإيجاب، فأنت بطل.. أحييك!