منى حراجي تكتب: لتسكنوا إليها

(1)
رشدى الزوج القاسي، قام بطرد ابنه خالد عاريا من البيت، ولم تستطع زوجته عائشة أن تعترض على فعل زوجها أو تحول دون خروج ابنها بهذا الشكل، وعندما سألتها ابنتها عن كيفيه حل الموقف، قالت لها: \”أنا هخش أهدي أبوكي وإن شاء الله هتنحل بكره\”، جففت دموعها وأوقفت دقات قلبها ودخلت عائشة الغرفة تطبع على وجهها ملامح قلة الحيلة وتخطو خطوات المرأة الذليلة، حلت شعرها وكشفت جسدها ومسحت بأيديها على أفخاذ رشدى.

ده مشهد من مسلسل \”ابن حلال\” وبيتكرر كتير في الحياه يقينًا وتلقينًا، مشهد يطبع في الأذهان الثقافة العامة والمتوارثة في أذهان مجتمع عفن لا يرى في الزواج شيئا من المودة والرحمة غير شهوة الفرج، فيربى أفراده على أنها المفتاح الوحيد للسعادة الزوجية.
وبالمناسبة لم تحل مشكلة خالد بكرة كما توهمت عائشة، فتفاقمت المشاكل وانتحرت عائشة بعد فترة حرقا، أما عن رشدي، فتزوج فتاة في سن ابنته.. عادتشى.
(2)
عندما زادت المشاكل بينها وبين المدعو زوجها ذي الطباع السيئة، وترددت كثيرا على بيت والديها تحكى لوالدتها وتشكو وتتذمر من التسلط والقسوة، فلا تجنى إلا كلمات التصبر وحفنة من الدعوات، كانت الجدة تجلس منزوية فى كل مرة تستمع في صمت، وفي مرة من ذات المرات أخذتها من يدها إلى غرفة النوم، وأشارت بيدها إلى تلك القطعة من الأثاث، ونطقت بصوت خبرة السنين: \”فوق هذا وفقط هنا تنتهى كل المشاكل\”

رجعت بيتها بهذا الكنز العظيم من الخبرة، وبعد عده شهور كانت ترقد بجوار جدتها على نفس القطعة، تأمل في أن تنال ورقة خلاصها منه بعد أن بغضت كل جزء في جسدها.
(3)
تتفتح معظم أذهان ابنائنا على أن الشريعة الإسلامية أحلت للرجل الزواج بأربع من النساء، حيث إن الرجال فطروا على التعدد وإن صنف الفحول منهم لا تكفيهم امرأة واحدة، فالأحوط أن يعدد بدلا من أن يرتكب الآثام والمعاصى، في إشارة واضحة للغرض الأوحد من الزواج، وبمشروعية شهوانية نوع بعينه من البشر، ويعد التفسير الوحيد لنشوز المرأة، هو عزوفها عن تلك العلاقة، ومن ثم التدرج في التعامل معها ومعاقبتها عن ذلك العزوف حتى نصل إلى حد ضربها حتى ترضخ لرغبات زوجها، وكله بما يرضى الله.
والنتيجة.. جيل من الذكور يحلم باقتناء حفنة من النساء في الدنيا، تدلعه وتهشتكه وتخدمه ويتبارين لنيل رضاه، وفي الآخرة حفنة من الحور العين برضه تدلعه وتهشتكه ويبقين دومًا على بكارتهن.
وعلى نفس الكوكب الذي نحيا عليه تجبر المرأة على الاستمرار في زواج من رجل شاذ أو مريض أو تنكب على أولادها بعد ترملها أو تتلم بقى بعد طلاقها لأن الست المؤدبة ماتفكرش في الحاجات دي.

\”زليخة امرأة عزيز مصر فكرت في الحاجات دي\”
الحاجات دي ربنا خلقها في البشر بالنوعين (ذكورا وإناثا)، ولكن قليلا من قومي يعترفون.
(4)
غالبا يقدم الرجل في مجتمعنا على أكذوبة \”كمل نصف دينك\” لسبب واحد فقط، هو إيجاد امرأة في كل وقت وحين مع أوبشن الخدمة المجانية.

فى أي حادث زواج يتبارى كل من هب ودب من الأهل والأصدقاء في توصية الزوج بآداء هاديء -بوراحة عليها- وتوجيه الزوجة بالإفراط في الدلع والتدليع والاستجابة الفورية خشية من إنه يشوف حاله بره، وبكده تكون خلصت مسئوليات الزواج والأهداف المرجوة من بناء أسرة جديدة، والباقى ما هو إلا شكليات.
(5)
تقول الأسطورة: \”تبات الملائكة تلعن تلك المرأة التى تأبى أن تستجيب لدعوة زوجها للفراش، حتى تصبح\”، وعلى النحو الآخر نؤمن أن الملائكة مخلوقات نورانية لا تأكل ولا تشرب ولا تتزوج وتسبح بحمد الله بكرة وأصيلا، لكن لها وظيفة خاصة -كبارت تايم- إنها بتلعن المرأة دي بالذات!

والملائكة هنا تعلم رغبة الزوج حتى لو كانت خفية، أو في رسالة نصية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي  أو كانت بالهمس أو باللمس.. طب بالآهات بالنظرات بالهمسات even بالصمتِ الرهيبِ، فتحن له وترفق به، وتترك التسبيح وتبات تلعن الولية دي.

تترك الملائكة الظالم والسارق والمغتصب والقاتل والكافر والملحد وآكل مال اليتامى، ولا تستطيع أن تسكت عن تلك الجريمة الشنعاء.. يهدكم ربنا يا بعدا!
(6)
ويؤمن الرجل الشرقى أن رجولته مش بكلمته ولا برعايته لبيته وأسرته، بل تكمن رجولته في قدرته، فإن ذهبت ذهب معها، وتظهر جميع المشاكل غير المسببة لإنه مش قادر على المودام، وتنقلب الحياة رأسا على عقب، حيث إن الهدف المرجو من الزواج معطوب، وبنظرة سريعة على الأجانب الكفرة، نجد أن الرجل بعد إنجابه عددا من الأطفال، يقدم على مشروع الزواج، وسبحان الله من نفس المرأة التى نال منها مرات ومرات!

وبعيدا عن النظرة الدينية، لابد أن نعترف أن الخلقة التشريحية للراجل الكافر ابن الناس الكفرة دول، نفس الخلقة التشريحية -ويا للعجب- للرجل اللي بنشوفه بيضرب مراته صباحا باسم الدين، ويطلبها للفراش ليلا برضه باسم الدين، بس الأهداف مختلفة.
(7)
وقفت يوما اشتري جوارب، عدد 3 بسعر 20 جنيها.
– هو لازم آخد التلاتة ولا ممكن أغير الألوان؟
– لا ماينفعش.
– أصلي مش عاوزة الأبيض.
– ليه؟! إنتِ مش عندك غسالة! إنتوا مكسلين تغسلوا في الغسالة كمان!

أنا قولت لأبويا أجيب شوية أجهزة أرخص من إنى اتجوز، إنتوا مبقاش ليكم أي لازمة.
– إوعى إنت بالذات تتجوز، فيه منك كتير، كفاية ماتتكاثروش أكتر من كده.
(8)
عندما هل موسم تزاوج القطط، بدأت بوسي في المواء والعصبية، وتعكّر مزاجها، بحثت صاحبتها عن قط عفي من سلالة كويسة، وأرسلت إليه بوسي، ولم تأت به، ولما سألت عن السبب، أجابت: \”لو جه عندنا، بوسي هتتحامى فينا وهتعصى عليه، لكن لو راحت له هتبقى مكسورة وتخضع له\”

ذهبت بوسي، ورجعت محملة بنطف، تألمت في ولادتهم، ولم تر والدهم مرة أخرى.

ده حضراتكم جواز القطط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top