سعيد عز يكتب: مفاهيم الأضحية والتضحية

الموضوع شائك وصعب الكلام فيه، لكن الأصعب حقيقي هو السكات عنه أكتر من كده.
الأضحية كمفهوم مقدس، هي أضحية بشرية! ومش أي إنسان بيضحي بإنسان تاني ما يعرفهوش، لا، ده أب بيضحي بابنه!

يعني ببساطة يا هوانم ويا بهوات، لولا رحمة ربنا كان زماننا بنقدم قرابين من ولادنا لله! فسيادتك لازم تعامل الأضحية دي بما يليق بمن استبُدلت به.. يعني لا تزغدها، ولا تضربها ولا تدخل معاها في معارك علشان تظهر بطولاتك قدام الناس وهي متكتفة، وأنت أكتر واحد عارف إنها لو هربت حتجريك قدامها زي الفار!

أنا مش حتكلم على السنة في الذبح، لأن كلنا عارفينها. لكن 90 % مننا ما بيطبقهاش، أو بيستسلم لرعونة وفتونة الجزار وميليشياته في التعامل معاها.

علشان كده.. إننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدونى عليه: \”لقد قررت أن أتخلى تمامًا ونهائيًا عن فكرة الأضحية التقليدية، في ظل ما نواجهه من إنحرافات سلوكية وشذوذ في التعامل مع الأضاحي، وتبلد جماهيري، وأن أكتفي بفكرة صكوك الأضاحي، على أن أخصص مبلغا إضافيا للصدقات من اللحم لمن اعتادوا مني العطاء كل عام\”

دي مش دعوة لتغيير السنة النبوية الشريفة، لكنها اعتراف مني على الأقل بعدم القدرة على تطبيقها كما ينبغي في مجتمعنا بصفة عامة، واللي عنده إمكانية التطبيق الفعلي لها، طبعا الكلام ده مش موجه له خالص مالص.
طيب.. ده فيما يخص الأضحية، إيه بقى موضوع التضحية ده كمان؟

ده ببساطة يا شباب موضوع يخص مخلوق تاني، برضه بنظلمه معانا على طول، وأنا حابب أتكلم عنه لأني فعلا بحبه جدا، وهو الكلب.. هو ده رمز التضحية بالنسبة لي، لأنه بالفعل ممكن يموت علشان يحميك.

بعيدا عن قضية النجاسة واللي أنا فيها مالكي تماما ومش شايف في كلابي ريحة النجاسة، فالمخلوقات دي إحنا بننغص عليها حياتها كل ثانية بحجة التشريس والتدريب على الحراسة والصيد والرعي، في حين إن سيادتك كل المطلوب منك هو معاملة الحيوان ده واللي بيؤمن بمفهوم العائلة، كعضو حقيقي في العائلة، وتربيه زي ما بتربي طفل. على عادات ونظام البيت أو المكان اللي هو فيه.

حيفهمك والله من غير ما تكهربه ولا تضربه ولا تجيب له واحد ببدلة واقية يهاجمه ويستفزه، ولا تقعده في أوضه ضلمة، ولا أي حاجة من السلوكيات اللي بتعذبه بيها بحجة تدريبه.

ربنا خلق الكلب بطبيعته بيحمي مكان عائلته، في حدود ممتلكاتها اللي أنت بتحددها له مش أكتر، وخلقه بيرعى ويصطاد من غير ما سيادتك تديله شهادة من هارفارد.

كل ما في الأمر إنك تربيه وتلازمه كفاية علشان يبقى فاهمك من مجرد نظرة أو كلمة بسيطة.

يعني من الآخر، ما تتدخلش في فطرته وغريزته اللي ربنا إداهاله علشان يخدم نفسه ويخدمك بيها.

في الحديث الشريف: \”من أمسك كلبا، فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراطا\”

طبعا، لا خلاف في ذلك، لكن تأويل الحديث -من غرورنا- بنسقطه على إن الكلام موجه لنا بغرض الإرشاد، لأن الكلب ده مخلوق مذموم، وبيفوتنا إحتمال تاني خالص، زي إن الحديث الشريف غرضه حماية المخلوقات دي، واللي الحركة بالنسبة لها ضرورة للحفاظ على صحتها من أفكارنا الملوثة زي الحبس في أوضه ضلمة أو الربط طول النهار والليل على سطح العمارة!

والدليل ببساطة، بقية الجملة في الحديث الشريف: \”إلا كلب حرث أو ماشية\”، وفي ظل غياب الأمان، أضاف العلماء أيضا الحراسة كنشاط.

على العموم ما بين الكلاب والخرفان والعجول، القاسم المشترك هو البني آدم اللي النهاردة سهل جدا إنه يفقد آدميته معاهم ويرتكب أبشع الجرائم في حقهم.

يا ترى ممكن نفهم إمتى إننا خلفاء ربنا في الأرض، علشان نعدل بين مخلوقاته ونعاملهم بالحسنى، لو عايزين العدل والحق يسودوا ما بيننا كبشر من جديد.

أيها السادة.. فاقد الشيء لا يعطيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top