مريم شكري تكتب: من رحلة البحث عن عريس إلى رحلة البحث عن الذات

تنشغل الفتيات في مختلف الأعمار بمهمة البحث عن عريس، وغالبًا ما يكون ذلك تلبية لرغبة الأهل أو استجابة لنداء ما بداخلها يحثها للبحث عن رجل يملأ قلبها وينشر السعادة في أرجاء حياتها.
لا نستطيع أن ننكر مدى طبيعية ذلك وأن كل أنثى تحتاج إلى رجل والعكس.

ولكن ما يجب أن ننتبه له؛ هو أن كل أنثى تقطع تذكرة في رحلة البحث عن عريس، تفقد مكانًا في رحلة البحث عن ذاتها، فكل تركيزها يقبع داخل قوقعة العريس، كل ذكر تراه تفكر إذا كان يصلح لأن يكون عريسًا أم لا، وتبدأ برسم الأحلام في مخيلتها!

وبذلك تقبع الفتاة داخل السجن الذي صنعته بأيديها أو صنعه أهلها بلهفتهم على زواجها؛ ألا وهو سجن الانتظار والبحث؛ فهي تبحث بين وجوه الناس عن العريس المنتظر، تنتظره دائمًا أن يدق جرس الباب قبل أن يدقه سن العنوسة -من وجهة نظر الأهل والمجتمع طبعًا.
وفي خضم كل ذلك، تنسى نفسها وتنسى البحث عن ذاتها، رغم أن البحث عن الذات هو الطريق الأمثل للسعادة والتفوق والعمل والعريس.

كل منّا بداخله عدد من الغرف التي لا يعلم عنها شيئًا؛ فالبحث عن الحب يتطلب منّا البحث بداخلنا، لأن الحب يوجد بداخلنا، مثلما توجد السعادة -سعادة تكفي العالم بأكمله- لكن المجتمع ومعتقداته هو من يملأ عقولنا بفكرة احتياجنا إلى شخص آخر كي يحقق لنا السعادة. ولكن الحقيقة هي أننا لسنا بحاجة إلى أحد، بل أنفسنا.
فإياكِ والموافقة على أي شخص كان لمجرد أن قطر العمر يجري وخطر العنوسة يداهمك، فما من أحد يداهمك غير مجتمع شغل نفسه بالآخرين وملأ طياته بأفكار عفى عليها الزمن، فلا تقومي بأي فعل يخالف معتقداتك تحت عباءة المجتمع وكلام الناس؛ فمعتقداتك تلك هي وحدها من ستقف معك بالنهاية في مواجهة الجميع وتساندك، مما يعني أن احترامها واجب عليك فما من أحد سينفعك وقتما لا ينفع الندم.
لذلك؛ إلى كل من حجزت تذكرة في رحلة البحث عن عريس، أنصحك بتغيير الرحلة إلى رحلة البحث عن الذات، فيجب أن تحبي ذاتك أولًا وتكتشفي خباياكي، حتى تُحِبي ويحبك أحدهم، وإياكي والعجلة؛ ففي كل الأحوال لن يدق الحب بابك إلا في ميعاده، ذلك الميعاد الذي حدده الله عز وجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top