تتصدر أخبار النادي الأهلي عناوين الصحف، تقفز أخبار نادي القرن لقائمة الأكثر قراءة وتعليقا في المواقع الإلكترونية، يُعلن جمهور النادي عن غضبه من نتائج فريق كرة القدم الأول؛ لكن الحقيقة المؤكدة أن هذا الفريق أستهل الموسم بالفوز على منافسه التلقيدي في بطولة السوبر، وأكتفى ببطولة الدوري العريقة، ووصل لنهائي الكأس، وخرج من منافسات البطولة الأفريقية.
لم يظل النادي الأهلي مثلا سبع سنوات دون بطولات، ولم يُهدد في عام بالهبوط لدوري الدرجة الثانية، ولم يصل لنصف نهائي بطولات قارية منذ بداية الألفية الثانية كأندية منافسة.
إذًا لماذا يغضب جمهور الأهلي؟ الإجابة ببساطة لأن شريحة كبيرة من عشاق الأهلي أعتادت الفوز، والفوز فقط لعشرة سنوات تقريبًا، جيل أمير القلوب عوّد هذه الجماهير على حصد البطولات، حتى صارت الأرقام القياسية وعدد مرات الفوز وعدد البطولات هى المنافس الوحيد للأهلي.
على الجماهير تقّبل نتائج فريق الكرة وتشجيع الاعبين –دون خروج عن النص– في مرحلة إعادة البناء.
التأخر في إعادة بناء فريق الكرة وتولي قيادة فنية تليق بحجم إنجازات الأهلي، سببه تخبط إدارة النادي بقيادة محمود طاهر، الذي يخرج في وسائل الإعلام ليتحدث عن إنجازات افتتاح فروع جديدة للنادي، وتطوير ملاعب، وتجديد المباني الاجتماعية، وزيادة ميزانية النادي بفائض تاريخي، والتفاخر بتوقيع عقد رعاية سيحصل الأهلي على مبلغ 231 مليون جنيها ليكون عقد الرعاية الأكبر في التاريخ، لينسف خرافة فوز الأهلي بالبطولات بسبب تولي حسن حمدي مسؤولية وكالة الأهرام للإعلان، وتوفير عقود رعاية جيدة لكونه رئيسًا للنادي الاهلي.
لكن محمود طاهر نسي –في مرات حديثه الكثيرة دون مبرر- أن فوز فريق الكرة هو ما يجعل شركات الرعاية، تتسارع لوضع إعلانات منتجاتها على قميص الأهلي.
أغفل أن البطولات هى التي تجعل شركات الرعاية تتسابق للفوز برعاية بطل القرن.
يتصّور محمود طاهر أن بقاءه على عرش قيادة الأهلي مرهون برضا الجمعية العمومية، وتطوير النادي من الداخل، لكن الحقيقة التاريخية ان قوة الأهلي وشعبيته في جماهير النادي.
لابد أن يُنحي محمود طاهر أية مواقف شخصية جانبا، ويعمل فقط لخدمة النادي، لا يمكن قبول وجود صحفي بالمركز الإعلامي، تفرغ لفترة من حياته -ومازال- للهجوم على كيان الأهلي، المنطق يقول بمنع هذه الشخصيات المأجورة من دخول النادي.
لا يمكن أن يُسأل رئيس الأهلي في أحد البرامج التلفزيونية عن إمكانية تولي أبو تريكة منصبا في النادي الأهلي، فيجيب أن لديه مشكلة، قبل أن يتلعثم ويطلب عدم الحديث في الأمر وأن يُنهي أبو تريكة مشاكله. عن أي مشاكل يتحدث رئيس الأهلي؟!
أبو تريكة واحد من أفضل من لعب الكرة في مصر، أخلاقه وتاريخ إنجازته خير من يتحدث عنه، هل يقصد محمود طاهر تجميد أرصدتة، وقرار القضاء ببطلان قرار التجميد، إذا كنا نتحدث عن صناعة وتولي كوادر جديدة في النادي، وإذا كنا نتحدث عن قدوة يحتذي بها صغار الناشئين وكبار اللاعبين في مُختلف الألعاب، فإن أمير القلوب الساحر أبو تريكة عنوان لكل هذا.
الأمر الثاني الذي أوجد تخبطا في النتائج، توالي الإدارت الفنية لفريق الكرة، من الموسم الماضي.
تولى قيادة الفريق خمسة أجهزة فنية بدأت بالإسباني جاريدو قبل أن يُقال لسوء النتائج، ثم جاء فتحي مبروك، بعدها تولى البرتغالي بيسرو الذي هرب بعد أربعة شهور فقط من تولي المسؤلية، بعدها أكمل الموسم عبد العزيز عبد الشافي مديرا فنيا، ثم تولى مارتن يول المهمة.
لم يحدث في تاريخ الأهلي تعاقب هذا العدد من الأجهزة الفنية على قصر الفترة الزمنية. إذا فالحل السريع في تولي واحد من أبناء النادي المهمة، يعيد ترتيب الأوراق داخل النادي، الأسماء الموجودة كلها كفيلة بوضع النادي على المسار الصحيح، حسام البدري تولى الإدارة الفنية ونجح بكفاءة كبيرة، مختار مختار لديه خبرات كبيرة جدا، هاني رمزي مدير فني صاحب شخصية في الملعب ولديه طموح، الاختيارات كثيرة، لكن الأهم البعد عن عقدة الخواجة.
ومع تولي مدير فني مصري لابد من عودة لجنة الكرة، بأسماء قوية وقادرة على ترشيح لاعبين يستطيعوا حمل قميص الأهلي، بعيدًا عن عشوائية الاختيار، والدخول مع المنافسين فقط لخطف لاعبين لا حاجة لوجودهم في النادي، أسماء تتفرغ لخدمة الأهلي بعيدًا عن أموال الفضائيات واستديوهات التحليل، لتشارك المدير الفني اختيارات اللاعبين الجدد، وترشيح المواهب من قطاع الناشئين، مع هذه الخطوة يجب تولي مدير التعاقدات شخص لديه خبرات في هذا المجال، ومع كامل الاحترام للدكتور عصام سراج، فلم يخسر عدلي القيعي رهانًا على لاعب، لم يفقد صفقةً الأهلى يحتاج لها، يحتاج منصب مدير التعاقدات بالأهلي رجلا بحجم وخبرات ومهارة عدلي القيعي.. باختصار يحتاج مهندس الصفقات الناجح القوي.
الرسالة الأهم لجماهير الأهلي هى الهدوء، ودعم الفريق فقط.
لن يفيد انتقاد كابتن الأهلي لاهتزاز مستواه في مبارة أو أثنتين، لن تتغير نتيجة دوري المجموعات بعد سباب اللاعبين في المران، لابد من مساندة الفريق حتى مجموعة اللاعبين التي تريد الجماهير رحيلهم من النادي.
لا يجب أن تنجرف جماهير نادي القرن للرد على تفاهات جماهير أندية أخرى على السوشيال ميديا، جماهير هذه الأندية ببساطة لم تعرف الاحتفال ببطولة قارية على السوشيال ميديا، لأنها لم تتأهل أصلًا لنصف نهائي أي بطولة من إطلاق هذه المواقع.
الفارق التاريخي والمعنوي وعدد البطولات، بين الأهلي والأندية الأخرى هو ما يسبب حالة الهلع لدى البعض بخسارة الأهلي.
سيحافظ الأهلي على بطولة الدوري الموسم القادم، وسيستعيد منافساته القارية، وستذهب أحلام جماهير المنافسين بعشر عجاف إلى الجحيم.