شاهيناز عبد السلام تكتب: صوت المرأة ثورة

بعد مرور أربع سنوات على بداية الثورة المصرية في 25 يناير 2011، ماتزال المرأة المصرية في الصف الأمامي، ولازالت تدفع ثمن المطالبة بحرية شعب، وهذا العام يمر علينا يوم المرأه العالمي، والعشرات من بنات مصر يقبعن خلف القضبان لمجرد أن صوتهن قد علا، مطالبا بحق الحرية.. يمر علينا اليوم وقد قتلوا شيماء الصباغ \”٣٢ عاما\”، لأنها تجرأت على المطالبة بنفس الحق في الحرية، في مظاهرة سلمية ممسكة بالورود.

يبدو أن صوت نساء مصر يزعجهم، ويقلق مضاجعهم، فيستخدمون كل أسلحة العنف ضدنا.. من التحرش حتى السجن والقتل، إلا أنهم لا يدركون أنهم يواجهون امرأة صلبة.. امرأة مثل الجبل تتحمل وتصبر ولا تيأس.. امرأة تحارب على كل الجبهات.. في البيت والشارع والمسجد والكنيسة، وفي كل جبهه يريدون أن يخضعونها ويسيطرون عليها فيها.

يحاول النظام الحالي أن يتجمل مثل سابقه، بتعيين المرأه وزيره أو بفرض مقاعد لها في البرلمان أو يخرج رئيسه موجها حديثا عاطفيا.. إلا أننا نعلم جميعا الوجه القبيح لهذا النظام، فتلك المرحلة، هي الأحلك في تاريخ الثورة المصرية تحت حكم عسكري فاشي لا يريد أن يسمع لا صوته.. حكم ارتكب و يرتكب المجازر والجرائم ضد شعب مصر نساءا ورجالا من تعذيب في السجون وقتل، حتى إنه قتل من النساء والرجال ما يقرب من ٦٠٠ في يوم واحد، فيما عرف بمجزرة \”رابعة\”، وأيا كان موقفنا من الإسلاميين وأنهم لا يختلفون عن العسكر، فن القتل ليس حلا ولن يكون. إن نساء مصر لا ينتظرن مناصب يمن عليهن بها القائمون على الحكم بها، ولا ينتظرن قوانين تسلق بأمر الحاكم، فيتزين بها في جولاته الخارجية.. المرأة المصرية لا تنتظر حقها، بل تنتزعه وصوت المرأة ثورة، ولايزال ثوره، فمنذ ٢٠١١ نساء مصر خرجن بالآلاف بعد أن كانت أعدادهن لا تتعدي العشرات قبل ذلك.

منذ ٢٠١١.. نساء مصر تحدثن عن التحرش بكل شجاعة، وواجهن ولازلن يواجهن المجتمع بسرطانه، الذي أحال حياتنا في الشوارع إلى جحيم.

منذ ٢٠١١ بدأت الكثيرات يتساءلن حول كل ما فرض عليهن باسم التقاليد أو الدين، والكثيرات قررن خلع الحجاب، حيث رأين أنهن لم يرتدينه بإرادة حرة، ثم واجهن مجتمعهن بشجاعه، الأمر هنا لا يتعلق بالحجاب أو الدين، إنما يتعلق بأبسط حق لأي إنسان، وهو حرية التفكير وحرية الاختيار.

في يوم المرأة العالمي.. تحيه لكل امرأة تحارب من أجل حريتها وحرية الآخرين.. تحيه لكل امرأة كفرت بكل أوثان هذا المجتمع وتحاول تحطيمها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top