فاطمة عابد تكتب: لم يجدن من يحنو عليهن

جدد الانهيار النسائي بعد تعيين المحافظين الجدد- وأخص بالذكر محافظ الإسكندرية وآخرين على نفس هيئته – جدد إحساسي بالاشمئزاز ذاته الذي أصابني وقت الانهيار النسائي السابق بسبب المتحدث الرسمي الأستاذ أحمد، ما أعتقد كان اسمه.

لا افهم فعلا متى أصبح عاديا أن يصبح موضوع أن المسؤول \”شكله حلو\” موضوع ذو أهمية قصوى! سيل من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مخيف، وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

مذيعات التليفزيون يتحدثن عن جمال المحافظ وشياكة المحافظ وعضلات المحافظ! ما هذا؟!

كان من الممكن أن يكون الكلام مقبولا أو مفهوما لو صدر عن المراهقات.. ففترة التغيرات الهرمونية تتسبب في أن تعجب المراهقة، هذا النوع من الإعجاب الهيستيري بشخص مشهور لا تعلم عنه شيئا – وإن كن المراهقات في مشاعرهن الهستيرية أكثر منطقية، فغالبا ما يكون إعجابهن بفنانيين بسبب ما يقدمونه من فن، وليس موظفين حكوميين في مناصب رسمية!- أما أن تصدر هذه التصرفات من سيدات من المفترض أنهن عاقلات وتجاوزن سن المراهقة نظريا.. لا يتمكن من ضبط أنفسهن، ولا يكفن عن الضحكات ذات المغزى ومعاكسة المسؤولين معاكسة فجة، والتلميح عن مزازة سيادته، فهذا شيء مقزز الحقيقة! ولكنهن في النهاية أحرار.

ما أرفضه هو أن الحديث يتضمن الإشارة إلى أن \”كل\” نساء مصر معجبون بالمسؤول أبو ضحكة جنان!

عزيزاتي المنهارات.. لتتحدث كل منكن عن نفسها رجاءا، ومن يعجبها شخص، فلتتفضل بالتعبير عن إعجابها بالأصالة عن نفسها، وليس بالنيابة عن باقي النساء.. أنتن لا تمثلن سيدات مصر، ولا أي فئة محددة، إلا لو اخترعنا تصنيفا اسمه \”المنهارات على عضلات في مناصب رسمية\”.. دا غير يعني أن الناس أذواق، وأنا بشكل شخصي مش فاهمة ليه الانبهار ده؟! بس امسكوا نفسكم شوية مش كدا يعني.. حتى ابقوا أعملوا نفسكم قال يعني تقال في نفسكم.. عززوا روحكم يعني.. بلاش الدلقة الرهيبة دي.. منظركم حتى قدام ولادكم طيب اللي قاعدين بيتفرجوا على ماما المنهارة من جمال سيادة المسؤول على فيس بوك هي وصاحباتها!

إيه الانطباع اللي بتنقلوه لعيالكم عن نفسكم؟ ستات هايفة بيسخسخوا على عضلات محافظ ولا ضحكة متحدث رسمي ولا نحنحة نحنوح؟! دي المعايير اللي بيعجبنا على أساسها الناس وحابين ننقل معايرنا \”الجميلة العميقة الوطنية\” دي للأولاد؟

صدق لما قال: لم يجد من يحنو عليه.. بس عممها ع الشعب.. أفتكرنا كلنا عندنا فراغ عاطفي وطني ولامؤاخذة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top