(200) كلمة مع ماجدة خيرالله: هل يمكن أن يكتمل صيامك بدون مشاهدة المسلسل الديني؟

يجب أن نعترف أن كثيرا منا يعانى حالة من الهوس والتدين الزائف المغموس بحالة مقيته من الإدعاء، والتظاهر وخداع النفس.. كثيرون يدعون سعة الصدر وفهم الدين كما يجب أن يكون الفهم، ولكن مع أول نقاش، تسقط كل الأقنعه وتبرز من تحتها وجوه كئيبة ونفوس مشوهة وأيادى -لو تيسر لها أن تستل سيفاً- فلن ترحمك حتى لو كان النقاش لا يقترب من المسلمات.

كنا فى نقاش فيسبوكى حول مسلسلات التليفزيون، وأن هذا العام بشكل خاص أدهشنا بوجود أكثر من عمل يتمتع بمستوى جيد جدا، وكثرت التعليقات، وكل واحد كان يشيد بعمل فنى يتابعه ومنبهر بمستواه، فإذا بشخص يدخل فى النقاش ويقول وكأنه يرقص خارج السرب، ويحرص أن يلفت النظر، وكان تعليقه: وأين المسلسل الدينى من كل هذا؟ هل نسيتم أننا فى رمضان؟ (مع حرصه على وضع علامات تعجب كثيرة!!!!).

فى الحال تذكرت شعبان عبد الرحيم \”الحرامى\” فى الفيلم الرائع \”مواطن ومخبر وحرامى\”، عندما انتهى من قراءة رواية المواطن \”خالد أبو النجا\”، ونظر إليه بغضب وقال له: الرواية بتدور أحداثها فى عشرين سنة، يعنى مر عشرين شهر كريم، لا شفنا حد بيصلى ولا بيصوم ولا حتى فاتح مصحف؟! وراح رامى النسخة الوحيدة للرواية فى النار!

وهذا الشخص الذى أراد أن يبدو أكثر الجميع إيمانا وتعلقا بالدين، لا يعلم  أن التليفزيون المصرى كان لوقت قريب نسبياً، يقدم سلسلة حلقات دينية اسمها \”القضاء فى الإسلام\”، كانت مجرد سبوبة لمن يكتبها ويمثل فيها، وكان العاملون فى قطاع الانتاج يطلقون عليها من باب السخرية \”القضاء على الإسلام\”! من فرط رداءتها، ولكنها كانت تقدم من باب ذر الرماد فى الأعين حتى لا يسأل واحد مثل أخينا \”فين المسلسل الدينى؟\”، وكانت تستهلك أموالا طائلة لانتاج هذا المسلسل الذى لا يتم تسويقه مطلقا.

ارجع كمان فلاش باك عشرين سنة، حيث كانت تقدم حلقات \”محمد رسول الله\”، والذين معه عن قصة لعبد الحميد جودة السحار وسيناريو عبد الفتاح مصطفى، وهو مؤلف أغانى ورجل محترم: ولكن المسلسل كان يمكن أن يقدم فى الإذاعة مستريح قوى، لأن إخراجه كان يفطس من الضحك، وهو الذى ابتدع لغة عربية للكفار منها \”ويحك يا رجل\” و\”ثكلتك أمك\” و\”لابد من قتل محمد\” و\”سوف نأخذ من كل رجل قبيلة\”!

وتلك المسلسلات هى التى خلقت صورة ذهنية للكفار، حيث إن حواجبهم كثيفة وتنزل على عيونهم، وأصواتهم غليظة، وكل واحد ماشى وفى إيده \”فخذة خروف\”، ويسيل لعابه على أي معزة، مع إن بعض من هؤلاء الكفار قد أعلن إسلامه فيما بعد، ولا اعرف كيف عالجوا مشكلة حواجبه؟!

وفى إحدى حلقات عن \”بلقيس\”، كنت تجد عرشها الذى جاء وصفه فى القرآن مما يسلب الألباب، فإذا به فى المسلسل عبارة عن كرسى بامبو من المناصرة!

هل تفتقد المسلسل الدينى بجد؟ وهل تعتقد أن ربنا لن يقبل صيامك إلا إذا أكملت عبادتك بمشاهدة مسلسل دينى ردىء الصنع أو حتى جيد الصنع، يتكلم بضمير الغائب عن معظم الشخصيات الهامة التى يحكى عنها؟!

هل شاهدت مسلسلا دينيا فتغيرت قناعاتك أو زاد إيمانك أو وصلت إلى معلومات لم تكن تعرفها؟

هل أنت فى حاجة لمسلسل دينى حتى تتعرف على الإسلام الحق؟ بتتكلم جد يعنى؟! ولا ده من باب الإدعاء؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top