ممكن أن اصدق حكاية توراد الأفكار، التى ينتج عنها ظهور عملين أو أكثر لهما نفس السمات ويناقشان موضوع واحد، فبطلة كل من مسلسلي \”الخانكة\”، \”سقوط حر\” يتم اتهامها بارتكاب جريمة.. الأولى متهمة بإحداث عاهة مستديمة لطالب حاول التحرش بها، والثانية متهمة بقتل زوجها وأختها، وينتهى الحال بالاثنتين فى مستشفى الأمراض العقلية، وتكون فرصة لاستعراض حالات متنوعة لنساء ارتكبن جرائم بسبب الخيانة أو لأسباب أخرى تتعلق بسوء تصرف الرجل وقسوته، التى تدفع المرأة لقتله، حتى لو كانت تعشقه، ولكن -أحيانا- الأمر لا يتوقف عند توارد الأفكار، وتشعر أن كلا من كتاب السيناريو للعملين كان بيبص فى ورقة التانى، ويطيل النظر، لأن هناك بعض نماذج تكاد تكون متطابقة! منها الهوس الدينى، الذى يتخطى مرحلة التطرف فى \”سقوط حر\”.. نموذجان إحداهما لامرأة مسلمة تتصرف وكأنها من جماعة الأمر بالمعروف، وتضغط على النزيلات حتى يواظبن على إقامة الصلاة، وتهددهن بسوء العاقبة إذا تأخرن عن إقامة الشعائر، وامرأة أخرى مسيحية تعتقد أن الله قد اصطفاها لتكون \”نبية\” لهذا الزمان.. تهدى الضالين، وتبارك المظلومين، وهى نماذج يصعب ان تتخيل تكرارها فى مسلسل آخر يعرض فى نفس التوقيت! لكن \”الخانكة\” يقدم أيضا شخصية تتصرف وكأنها من عباد الله الذين اصطفاهم لهداية الناس! وتلعب دورها مشيرة إسماعيل بعد غياب سنوات طويلة. وكما يقدم \”سقوط حر\” نموذجا لأم قتلت طفلها وهى فى حالة عدم وعى \”سلوى عثمان\”، فهناك – في مسلسل الخانكة- نموذج لأم قتلت طفلها من فرط تعذيبها له، مما أدى إلى انتحاره! وفى مشهد المفروض أنه مؤثر، ولكنه يؤدى إلى الضحك نظرا لطرافة الحوار، حيث تناجي الأم نزيلة الخانكة طفلها المتخيل، وتقول له: \”تعالى يا ابنى وماتخافش.. مش ححطلك قرن الشطة والفلفل… فى بقك\”!
طبعا عالم المرض العقلى ملىء بالغرائب والحكايات، ولكن هذا التشابه بين بعض الشخصيات والأنماط الموجودة فى \”الخانكة\” وفى \”سقوط حر\”، يجعلنا نستبعد فكرة توراد الافكار!