غاده عبدالرازق كادت تسقط نهائيا بعد مسلسل السيدة الأولى الذي قدمته في رمضان الماضي، فقد مل الناس نموذج المرأة القوية، التي تدمر كل من حولها، وتسيطر عليهم بقوة أنوثتها وسحرها، وهو النموذج الذي يطلق عليهfemme fatal ، لكن يبدو أنها استشعرت الخطر، وأدركت أنها لا يجب أن تسجن موهبتها في تلك الشخصية، وفي لحظه تمرد واضحة، غيرت جلدها تماما، وتعاملت مع السيناريست هالة الزغندي، والمخرج إسلام خيري، وكل منهما صاحب موهبة \”بكر\” ورؤية فنية تدعو للإعجاب، تدور الأحداث في جو من الغموض، والطرح الاجتماعي، لحالة سيدة شديدة التعلق بابنها، وقد أسرفت في تدليله وحمايته، رغم سقوطه الأخلاقي، وتفاجأ بمقتله، بشكل بشع وتعثر على جثته مفصولة عن الرأس التي وجدتها وسط القمامة! مما أوقعها في حلقات من الكوابيس، تحول حياتها إلى جحيم، وخصوصا أن قاتل ابنها، لم يتم التوصل له، وتحاول أن تبحث بطريقتها عن الأسرار التي كان يخفيها ابنها \”كريم قاسم\” حتى تزيلها، قبل أن يكتشفها البوليس، أو أي شخص آخر، فهي حريصه أن تظل سمعه ابنها نقية، وتحارب باستماتة من أجل ذلك.
إن شخصية الأم المكلومة ستضع غادة عبد الرازق في حلبة التنافس مرة أخرى، بعد أن كادت تخرج منها.
ويتميز بين طاقم الممثلين كل من كريم محمود عبد العزيز بأداء هادىء رزين، عكس الصورة النمطية للشاب الظريف التي قدمها في بعض الأفلام، بالإضافة لأيتن عامر، ومحمد شاهين وبيومي فؤاد.
في تجربتها الأولى المنفردة تؤكد هالة الزغندي أنها جواد أصيل، أما المخرج إسلام خيري، فهو يقدم حالة الهذيان بين واقع الشخصيه والكوابيس التي تداهمها بحرفة واضحه، وإيقاع لاهث لا يعطي المشاهد أي فرصة للشعور بالملل، بل تزيد رغبته كل يوم في المتابعة والاستمتاع.