دخلنا بقى في موسم العبث، حيث تقوم عشرات الجهات بمنح علامات الجودة والامتياز لبعض النجوم وبعض الأعمال التي عرضت برمضان، سواء كانت مسلسلات أو برامج وإعلانات، ولن تجد إلا القليل من تلك الجهات الكثيرة تعتمد في تقييمها واختياراتها للأفضل على الموضوعية، والمعاييرالفنية، أما الغالبية، فتعتمد على معايير أخرى، صعب أن تدرك أسبابها أو محركها، عندك مثلا سميه الخشاب، تم اختيارها أفضل ممثلة عن دور \”سهوكه\” في مسلسل \”يا أنا يا أنتى\”، لكن لما تعرف الجهة المانحهة لهذا التقييم، لن تدهش، وهي مهرجان \”المتميزون في الكويت\”! الذي أعلن أنه ولأول مرة يختار ممثلة مصرية، لتحصل على لقب الافضل!
وسوف يعقب ذلك العديد من القنوات التليفزيونية، والجمعيات الأهليه، التي تمنح جوائز وتكريمات لنجوم مسلسلات رمضان، سواء من أجادوا أو من أخفقوا، ويختلط بذلك العاطل مع الباطل، وسوف يكتمل العبث بموسم القضايا التي يرفعها بعض المهاويس وعشاق الشهرة الأونطة، والضجيج بلا طحن على الأعمال الفنية، وبدأها محامي نصف معروف، طالب رئيس الوزراء منع مسلسل \”تحت السيطرة\” بحجة أنه يروج للرذيلة، ويشجع تعاطي المخدرات بأنواعها! وطبعا لو كان يملك أي قدر من العقل أو المنطق، لأدرك أن المسلسل الذي يختصمه ويطالب بوقف عرضه، قد تم عرضه فعلا، وشاهده الملايين، وان لا رئيس الوزراء ولا غيره يستطيع أن يقنع القنوات العربية بوقف إعادة عرض هذا المسلسل أو غيره، أما الأهم من كل ذلك، فبالتأكيد أن المذكور لم يشاهد ولا حلقة من المسلسل، لأنه لو كان قد فعل لأدرك أن \”تحت السيطرة\”، يرعب الناس حتى من شرب السجائر، وأن أبطاله الذين وقعوا في مستنقع الإدمان حالتهم تدعو للشفقه والرثاء ولا تسرعدوا ولا حبيب، ولا محلب!