انطلقت أصوات الضحكات من شقق الجيران في نفس توقيت عرض هذا الجزء الساخر من مسلسل \”حارة اليهود\”، كنت أعتقد أني الوحيدة، التي أصابتني تلك الحالة، لكنه كان رد فعل تلقائي وطبيعي! المشهد كان عبارة عن تعذيب \”ليلى\” أو منة شلبي اليهودية التي هاجرت إلى إسرائيل مع شقيقها، هربا من قصة حب فاشلة مع ضابط مصري \”إياد نصار\”.
شخصية ليلى رسمها مدحت العدل كفتاة رومانسية حالمة، تبكي وتجحظ عينينها مع كل مشكلة تقابلها، ويبدو أن من كتر ما هي حالمة ورومانسية، اعتقدت إن السفرلإسرائيل مثل نزهة خلوية، ولما ذهبت إلى هناك، فوجئت إن فيه حربا دائرة وصراعا يوميا بين أصحاب الأرض من الفلسطينين وبين الإسرائيلين المعتدين، رغم أن كل العالم كان يعرف ذلك إلا ليلى!
والغريب أن براءتها وحسن ظنها بالناس دفعها أن تقبل دعوة عائله عربية فلسطينية لحضور حفل عرس أحد ابنائها، وهات يا رقص وانبساط، وإذا برصاصة تنطلق إلى صدر العريس العربي، فترديه قتيلا، ويتحول العرس إلى مأتم، وتنزعج \”ليلى\” اليهودية، عندما تتأكد أن الرصاصة انطلقت من الجانب الإسرائيلى \”أصلها ماكنتش عارفة\”، ولما أبدت انزعاجها، تم القبض عليها وتعذيبها بوضع طوق من المعدن فوق رأسها، ثم كهربتها، دون أن يحترق شعر رأسها! وكانت النار بردا وسلاما على فروة رأسها!
وكما قال واحد ماعرفوش إن التعذيب من غير سبب قلة أدب، فمن أيام كفار قريش، كنا نعرف أنهم يعذبون المؤمنين بسيدنا محمد ورسالته، حتى يعودوا عن إيمانهم، أو يموتوا، ونعرف أن جنود الاستعمار في أي مكان وزمان تقوم بتعذيب الفدائيين ليعترفوا بأسماء زملائهم، أما الشرطة فهي تعذب المشتبه فيهم حتى يقروا ويعترفوا بجريمتهم، أو يقروا من غير ما يرتكبوا جريمة، عشان تقفيل الملفات وتسديد الخانات، لكن نفسي أفهم السبب اللي يخلي مجموعة من اليهود الصهاينة، يعذبون واحدة منهم ويكهربون رأسها بلا أي مبرر منطقي!
فماهو المطلوب منها أن تفعله بالظبط؟ ولا هي تكاليف وسحب كهربا ع الفاضي!