سألت نفسي كتير، ما الذي يجذبني لمتابعة مسلسل \”طريقي\” بهذا الشغف، رغم بساطة الحكاية، التي تعود بنا إلى سنوات الستينيات؟ احتمال يكون إعجابي بصوت شيرين عبد الوهاب؟ لكني أستطيع أن أسمعها في أغاني كما أشاء ومش معقول اتابع 30 حلقة من مسلسل عشان جايز تغني مرة أو اتنين، ضمن حلقاته!
ثم اكتشفت أن السبب شىء آخر تماما، أو فلنقل عدة أسباب، أهمها أن طريقي، يخرج بنا من دوامة الموضوعات اللي قسمت ظهورنا، تلك التي تقدم صراع تيكونات الفساد، ومشاهد العنف، والحواري، والصراخ الممجوج، والقتل، والجري والمطاردات، وكل رؤوس الموضوعات التي أغرقتنا خلال السنوات الماضية، السبب الثاني هو تقديم مسلسل يصلح أن يكون نقطه انطلاق لمطربة صعب أن تظبط مواطنا لا يحب غناءها، هنا الرهان على الحدوتة البسيطة، وعلى طاقم التمثيل، الذي يحتضن موهبة شيرين ويساندها، وعلى استرجاع الزمن الذي يحلو لنا أن نطلق عليه زمن الفن الجميل.. إنها خلطة تفوق خلطة \”كنتاكي\” في تميزها وتفردها، نجح تامر حبيب، والمخرج محمد شاكر خضير في تقديمها لجمهور كان يتعطش لمتابعة مسلسل رومانسي، يمكن أن نصدقه، بالإضافة طبعا لوجود \”باسل الخياط\”، وهو أحد أهم مصادر الجذب في \”طريقي\”، و مجموعة من الشباب والبنات في أدوار لها قيمة وقوة تأثير على الحدث.. قصه الحب بين فتاة بريئة وطموحة، ورجل مبهر في سن والدها، يعشقها ويخطط لامتلاكها، هذا التشابك بين الحب والرغبة وغريزة الامتلاك، في مقابل البراءة والطموح، ربما تشي الأحداث بقصه حب قادمة بين شيرين وأحمد فهمي، لكن الجميل في طريقي، أنك حتى لو كنت ممن لديهم القدرة على توقع الأحداث القادمة، إلا أن هذا لا ينقص مطلقا من متعتك، في المتابعة. \”طريقى\”.. فتح لشيرين طريقا جديدا للنجاح.